??وافق مجلس الشورى بأغلبية 92 صوتا على التوصية التي تقدمت بها اللجنة التعليمية في المجلس، بشأن دراسة إضافة برامج اللياقة البدنية والصحية بمدارس البنات، بعد سجال وعاصفة شهدها المجلس وفق ما نقلته بعض المواقع الإلكترونية، إذ حرص البعض على إدراج عبارة "بما يتوافق مع طبيعتهن ووفق الضوابط الشرعية" على التوصية تحوطا، رغم أني أجد أن هذه العبارة مطاطية تحمل في ثناياها عدم وضوح، فقد أثبتت التجربة العملية تغير مواقف الكثير من المعارضين لبعض المظاهر الحياتية اليوم عما كانت عليه في السابق، حينما كانوا ينظرون لبعض المظاهر على أنها لا تتوافق مع تلك الضوابط.

عندما نتحدث عن هذه الضوابط، التي تستخدم في كثير من الأحيان كوسيلة يمكن استعمالها لرد قرار أو إجهاض عمل أو منع تغيير وفق ما يراه ذلك الشخص أو ذاك، وحينما نتحدث عن "ما يتوافق مع طبيعتهن" أسأل: كيف يرى المعارضون القرار الذي أخذته اللجنة الأولمبية السعودية، الذي أصبح واقعا، وقضى بمشاركة اثنتين من فتيات هذا الوطن في لعبتي "العدو والكاراتيه" في الألعاب الأولمبية، أليست الكاراتيه لعبة دفاعية قد يرى فيها شيء من الخشونة لا تناسب المرأة وفق عقلية البعض، وأن العدو رياضة تستوجب لباس "البنطال"؟

مشكلة البعض أنهم ما زالوا عالقين في نمط حياة الماضي، يجاهدون لاستمرار التوقف والجمود خوفا وتشككا، وفي أحيان كثيرة يكابرون بشكل يتجاوز قبول العقل المحايد لهم ولحججهم، فما بين قناعتهم بأن المرأة يجب ألا تشغل المناصب الإدارية والقيادية في الدولة، وما بين محاربتهم على واقع المجتمع الحديث الذي يستوجب الاختلاط في عالم لا يحتاج للاختلاط من أساسه كي يفسد؛ نجد أنفسنا في صراعات مصطنعة وحروب تصفية وتخوين، وكأن هذا المجتمع لا يعرف معنى الدين إلا بهم، وكأن إضافة عبارة هنا أو عبارة هناك ستقي المجتمع من مفاسد مثلا أو تحصنه من تغيير أو تطور.

عندما قيل العقل السليم في الجسم السليم، لم يكن ذلك للرجال فقط، فلعل منح النساء هذا الحق الطبيعي يعيد لحسابات تلك العقول التي تتذرع بالزواج بالثانية؛ لأن الأولى أصبحت لا تعتني بنفسها، وأقول لهم: "ادفع بزوجتك للرياضة لعلها تصلح حالك وتملي عينك".