الهلال فريق عظيم، أعظم بكثير من أن يمجده شاعر أو يدافع عنه إعلامي. والهلاليون الذي يملؤن المعمورة يعرفون معنى أن تكون "زعيما" ولا يحتاج الزعيم من يتحدث باسمه. إذن ماذا تفعل يا صديقي صاحب "البربسة" المحترم؟.
ما كل هذا الانفعال والضجيج والصراخ؟. هل تعلم أنك تسيء لنفسك وللهلال وللرياضة وحتى للإنسانية. أي روح رياضية هذه التي تقتات على اللطم والطعن والولولة؟
هذا الشخص ومن هم على شاكلته هم أسباب الاحتقان الذي يعاني منه الشارع الرياضي حاليا. إعلاميون فوضوا أنفسهم كمتحدثين باسم الفرق، وحين وجدوا أنفسهم على المنابر راحوا يعبرون عن "نفسياتهم" المؤثثة بالتعصب والأحقاد، لدرجة أنه من الصعب التفريق بينهم وبين مشجعين عوام أعماهم التعصب حتى أصبحت الكرة محبوسة في لون فريقهم وليحترق الجميع.
الإعلامي الذي من المفترض أن يكون رقما صعبا في معادلة كرة القدم وأن ينحاز دوما للجمال والمتعة، يأبى إلا أن يكون مشعل فتنة وترويج شائعات وتأجيج جماهير. لنفترض فيك المنطق والعقل حتى وأنت تسوق الاتهامات وتدعم نظريات المؤامرة وتتلبس دور الضحية، هل تضمن مدى استيعاب المتلقي وردة فعل الجماهير لما تتبنى من قناعات "بربسية".
الإعلاميون النصراويون لا يقلون سوءا عن الهلاليين، بل إنك أحيانا تجد العذر للهلالي ففريقه يعيش فترة حرجة، فقد طار الدوري وخسر بطولتين من غريمه التقليدي، الذي فاجأ الجميع وكسر معظم الأرقام وقدم جمهورا يشار له بالنجاح. ومن الطبيعي أن يتخبط المشجع الهلالي ويخرج الإعلامي الضيف على الشاشة عن حدود اللياقة، لكن ما الذي يجعل إعلاميا نصراويا يفعل ذلك، هذه هي فعلا "البربسة" في أنصع حالاتها.