أكد وزير الخارجية أبوبكر القربي أن "هجمات القاعدة لا تهدد العملية الانتقالية باليمن وآمل بأن الانفجار سيدفع بالمتحاورين إلى الإصرار على إنجاح الحوار". واعتبر القربي على هامش مؤتمر للأمن الإقليمي في المنامة أن "القاعدة تستفيد دائما من أي فراغ سياسي. وهي تمثل خطرا على أمن اليمن والجزيرة" العربية. واعتبر أن "المطلوب بشكل عام أن تكون العملية منبهة لليمنيين".

وحول ما إذا كان المنفذون مخترقين من أي جهة، قال إن احتمال الاختراق "وارد ولكن لا دليل، علينا أن ننتظر نتائج التحقيق النهائي". وشدد على أن "المهم هو أن ننجز المهمة المحددة وهي الاتفاق على دستور واستفتاء وانتخابات، وليس المهم الاستعجال" في إشارة لعدم انتهاء مؤتمر الحوار الوطني في موعده وإمكانية تأخر الاستحقاقات المزمنة للمرحلة الانتقالية.

في غضون ذلك، أعلن المحققون اليمنيون أن منفذي الهجوم الكبير على موقع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء الذي خلف 56 قتيلا وتبناه تنظيم القاعدة كانوا بغالبيتهم من السعودية. وفي تقرير أولي نشرته أمس وسائل الإعلام الرسمية اليمنية أوضحت لجنة التحقيق "أن الإرهابيين غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية وهم باللباس العسكري المموه". وقدرت اللجنة "عدد الإرهابيين باثني عشر" نفذوا هجوم الخميس الذي أسفر عن سقوط 56 قتيلا و215 جريحا من المدنيين والعسكريين، بينهم رعايا أجانب.

وأعلنت اللجنة الأمنية العليا الخميس مقتل 52 شخصا وإصابة 167 آخرين، بينهم تسعة إصاباتهم خطرة. وقتل في الهجوم أيضا خمسة أطباء هم ألمانيان وفيتناميان ويمنية، وكذلك ثلاث ممرضات، فلبينيتان وهندية، بحسب اللجنة الأمنية العليا.

وتبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره الولايات المتحدة الذراع الأخطر في الشبكة المتطرفة، الجمعة الهجوم على مجمع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، موضحا في بيان أن هدف الهجوم كان قاعة تحكم بالطائرات بدون طيار التي تشن غارات منتظمة على المقاتلين في هذا البلد. وغارات الطائرات بلا طيار التي قتلت هذه السنة عشرات المقاتلين المتطرفين، عادة ما تنسب إلى الولايات المتحدة، الوحيدة التي تمتلك هذه الطائرات في المنطقة والتي تساعد اليمن على التصدي للقاعدة.

وقد ركز المهاجمون هجومهم على المستشفى العسكري للمجمع الكبير الذي يضم الوزارة عند مدخل مدينة صنعاء القديمة.

وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أول من أمس أنها استعادت السيطرة بالكامل على مجمع الوزارة. وذكر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني اللواء الركن أحمد علي الأشول في تقرير أولي قدمه إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي أن ما يقدر بـ 12 مسلحا، معظمهم سعوديون، شاركوا في الهجوم وقتلوا جميعا.

وقال التقرير إن المسلحين الذين كانوا يرتدون الزي العسكري فتحوا النار على الجنود القائمين على حراسة أحد المستشفيات داخل المجمع العسكري. وتبع ذلك انفجار شاحنة ملغومة. وأضاف "وصل الإرهابيون بما يقدر عددهم باثني عشر إرهابيا، غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية، وهم باللباس العسكري المموه. ما زال العمل مستمرا من قبل اللجنة المعنية بالتحقيق في الهجوم لاستكمال المعلومات حول الإرهابيين وأهدافهم". والهجوم هو الأسوأ الذي يشهده اليمن منذ 18 شهرا. وأعلنت جماعة أنصار الشريعة المسؤولية عن الهجوم، وهي مرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن، وهو من أقوى فروع القاعدة.

ورفع الجيش الأميركي حالة تأهب قواته في المنطقة بعد الهجوم المنسق على وزارة الدفاع اليمنية. وقال مراد بطل الشيشاني، وهو محلل متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية يقيم في لندن، إن الهجوم قد يعزز التعاون بين الولايات المتحدة واليمن لمواجهة التهديدات الأمنية.

وأضاف أنه لا يعلم إن كان الهجوم سيؤدي إلى زيادة دور برنامج الطائرات الأميركية بلا طيار التي تستهدف المتشددين، لكنه لن يؤثر بشكل عام في علاقة الولايات المتحدة واليمن بل سيعطي الطرفين سببا أقوى للتعاون.