مات الملك الراحل، خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله وغفر له وبقي في ذاكرة شعب ما تبقى من ذكراه وما يخلد للأبد من ألقابه: الملك الصالح، وصلاح الآباء يضع بصمته على الأبناء. كتبت بالأمس عن أطفال "أم سلمان" ثم استيقظت في الصباح على اتصال من مكتب الأمير الإنسان، فيصل بن خالد بن عبدالعزيز معاتباً، أولاً، لأنني لم أصل بالقصة إليه قبل النشر، كما تقضي قواعد اتفاق قديم بين مقام سموه الكريم وبيني بأن تكون كل هذه القصص الإنسانية له، وحده، في سرية تامة، ومؤكداً، ثانياً، أن أطفال "أم سلمان" هم أهله وأولاده في كل ما يحتاجون إليه. سأكتب، يا سمو الأمير الإنسان، اليوم مبادرتك وأرجو ألا تعتب لأنني نشرت على الملأ ما كنت تريده سراً خاصاً بين شخصين.
كتبت عن أطفال "أم سلمان" خارج ما بيننا من الاتفاق الشخصي لأنني، يا سيدي، أحس أنني لا أريد مزيداً من الإثقال عليك. أنا في خجل تام أن أزيد لرصيدك الإنساني مع مثل هذه القصص، ولو قصة جديدة. واسمح لي إن قلت لجمهورك الواسع العريض في هذه المنطقة التي ائتمنك "عمك" عليها وأرسلك "حاكماً" إليها، أن للأمير الإنسان، فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، مع مثل هؤلاء، عشرات القصص وواحدة منها تصل إلى "الذروة" وأنت تقف بنفسك منتصف ذات ليل مضى على واحدة من القصص التي بعثتها إليك ثم "أمرتني" ألا أكتب بقية التفاصيل رغم أنها "نادرة" تاريخية في العلاقة ما بين المحكوم وبين إنسانية الحاكم. سيدي: قد لا تعلم أنني أخفي بعض القصص عنك لأهرب بها إلى بنت من بنات الملك الصالح خالد بن عبدالعزيز، وحتى هذه الأميرة النبيلة تطلب أن لا تصل القصة لا إليك ولا إلى غيرك. أنا/ أيها الأمير الإنسان النبيل، لم أهرب بأطفال "أم سلمان" إلى جيبي كي لا تصل قصتهم إلى قلبك الواسع، يا ابن الملك الصالح خالد بن عبدالعزيز: فقط أنا خجل منك فارفع العتب.