أفرزت عمليات تصحيح أوضاع العمالة المخالفة في المملكة ظاهرة تزاحم الملصقات الإعلانية للمعلمين الخصوصيين والعمال على جدران الأسواق والمحال التجاريّة في مختلف شوارع الرياض، إذ يقوم بعض العمال بتعليق ملصقات تحتوي على أسمائهم ومهنهم وخبراتهم وأرقام هواتفهم ويطلبون من الراغبين في الاستفادة من خدماتهم نقل كفالاتهم التواصل معهم.
ورصدت "الوطن" عددا من تلك الملصقات المنتشرة في مواقع متفرقة من العاصمة، إذ تتركّز غالبيتها على جدران الأسواق والأعمدة القريبة من الجوامع الكبيرة، وفي مواقع تجمعات العمالة. وكان من الملاحظ أن غالبيتها مكتوبة باللغة العربية، وتستهدف أصحاب العمل السعوديين كي يقوموا بنقل كفالاتهم ليستمروا في العمل داخل السعودية؛ خوفاً من أن تطالهم عمليات الترحيل.
وأجرت "الوطن" اتصالا بالرقم الموجود على أحد الملصقات، وبدا مهتمّاً بمن يقبل نقل كفالته، وقال إنه "لا يمانع من تخفيض الراتب إلى أقل مما كان يكسبه قبل عمليات التصحيح"، ممتنعاً عن الخوض في التفاصيل حول نقل الكفالة مكتفيا بعبارة "لن نختلف" بشرط أن يجد من يقبل بنقل كفالته في أسرع وقت.
وحول عودة ظاهرة "ملصقات العمالة"، قال المواطن تركي العتيبي إنه "أسلوب جديد للعمالة للبحث عن فرص عمل مناسبة"، مبدياً ارتياحه لحملات الجوازات التي "ضبطت" العمل بين الكفيل ومكفوله، ودفعت بالمخالفين إلى البحث عن الطرق السليمة في الإقامة وممارسة مهنتهم بطريقة نظاميّة، مشيراً إلى أن بعض العمالة يختفون هذه الأيام في مساكنهم ويتجنبون الخروج حتى يجدوا من يقبل بنقل كفالتهم.
وتظهر المشاهدات المختلفة لتلك الملصقات أن التصحيح صار قناعة لدى المخالفين أكثر من أي وقت مضى، إذ إن من فاتهم قطار التصحيح، يسعون جاهدين إلى الانضمام بشكل نظامي إلى سوق العمل، وإنهاء مشكلتهم في أسرع وقت، ولو كان ذلك عن طريق الملصقات الإعلانية.