يعتقد البعض أن حصوله على وظيفة هو المنقذ الوحيد له، والحل الفاعل والفعّال لمشاكله الاقتصادية، هكذا يفهم الأمور، بمجرد حصوله على وظيفة سيكون قادراً على تسيير أمور حياته، سينطلق، سيعيش مرتاحاً، هذا تصور مغلوط، قد يمكن فهم ذلك قبل عقد من الزمن، لكن في ظل "التضخم السعري" الحالي لا يمكن الحصول على ذلك.. الغلاء ليس له حد!

الموظف محدود الدخل لا يمكن له مواجهة ارتفاعات غير محدودة، قم باستطلاع عفوي للرأي لتكتشف أن شريحة واسعة من الموظفين يعيشون في أوضاع اقتصادية غير مريحة، من هنا لا بد من ارتفاع الدخل الشهري، دون ذلك لا يمكن للموظف مواجهة هذه الالتزامات المتراكمة، الوصول لذلك لن يحدث سوى عبر طريقتين، إما زيادة الرواتب، وهو أمر وارد ومطلوب، لكن قد لا يكون هو الحل النهائي، نحن لا نعرف حجم الزيادات في حال تم إقرارها، وأي الشرائح والفئات هي التي ستستفيد منها، ولا نعرف في المقابل أين سيصل بنا الغلاء!

الطريقة الأخرى هي ضرورة نشر ثقافة العمل الإضافي، لا بد أن يبحث الموظف عن عمل إضافي، أياً كان نوعه، هناك فرص ملائمة، قرأت - مثلاً - أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تمنح جميع موظفي الدولة - عسكريين ومدنيين - رخصة مرشد سياحي، بحيث يتمكن كل مواطن من الحصول على سجل تجاري، وبالتالي العثور على عمل إضافي، هذه فرصة جيدة وجديدة.

البلد مليئة بفرص أخرى، لا بد أن تثق بذلك، لا بد أن تفكر بمستقبلك بشكل جاد وعملي، حتى وإن كنت تتقاضى راتباً جيداً، لا بد من استثمار ساعات النهار الطويلة في رفع دخلك، وبالتالي التخلص من كثير من الأعباء المتوقعة، وغير المتوقعة.