كيف يمكن للأندية أن تقدّم فرقاً منافسة في الألعاب الأخرى وهي تنفق كل ما لديها على كرة القدم وبالتحديد على عقود اللاعبين المحترفين من الخارج وقد بلغوا حسب آخر إحصائية 13% تقريباً من مجمل اللاعبين الذين يلعبون في الدوري السعودي وغطت عقودهم كل ميزانيات الأندية بحيث كانت تجارتهم خاسرة لا رابحة مع أن المعروف في كل أنحاء الدول التي تأخذ بنظام الاحتراف بشكله الصحيح بأن الاحتراف يدر عليها مبالغة طائلة وليس العكس.. ونحن إذاً أمام مشكلتين أساسيتين:
- الأندية بإنفاقها الكبير على كرة القدم لن تقيم قائمة للألعاب الأخرى إلا باستثناءات قليلة لا تتعدى حدود المنافسة على مستوى دول الخليج، وحتى على المستوى الخليجي هناك انحدار واضح في مستوى الألعاب (وطبعاً هنا لا ننسى نتائج الفروسية وبعض لاعبي ألعاب القوى وغيرها لكننا نتحدث بشكل عام).
- الأندية إن بقي هاجسها فقط كرة القدم فلن تتقدم الألعاب الأخرى حتى ولو وجدت العناية من المؤسسات الأخرى لأن النادي هو بمثابة الحاضن للرياضة والمكتشف للمواهب في كل بقاع المملكة وإن لم تظهر الأندية التخصصية بشكل واضح وجلي فسيبقى المستوى العام دون الطموح.
ولو حاولنا أن نستعرض واقع بعض الأندية العالمية نجد مثلاً أن نادي برشلونة النادي الذي يحتل المرتبة الأولى على المستوى العالمي بكرة القدم يقدّم أيضاً فريقاً عالمياً بكرتي السلة والطائرة وغيرها من الألعاب التي يحددها مسبقاً حسب إمكاناته ومقدرته على المنافسة عالمياً.
وليس من المعقول على الإطلاق أن تموت كل الألعاب لتعيش لعبة كرة القدم، ويا ليتها حية كما هو منتظر منها، إذ ما زالت تعاني حتى على المستوى الآسيوي وإن كانت تنافس اليوم آسيوياً فهي لن تقدر على ذلك مستقبلاً لأنها تتراجع أو تقف في مكانها على أبعد تقدير بينما بعض الدول الأخرى تشهد تطوراً ملحوظاً وثبت ذلك بما لا يدعو إلى الشك في مونديال 2010، ولو أن المنتخب السعودي وصل إلى تلك النهائيات فإن وصوله لم يكن ليشكل علامة فارقة في مستواه ولن يشكل ذلك مستقبلاً لأنه قد يصل ولكنه لن يبصم في ظل الواقع الحالي.
قد لا يهم بعض المعنيين في الأندية هذا الكلام كثيراً بقدر ما يهمهم فوز هنا وتحصيل عدد من النقاط هناك في الدوري الكروي لأنهم في النهاية يريدون ضجيجاً كروياً ليس أكثر.