هددت الملحقية الثقافية السعودية في مصر بسحب الرسوم الدراسية التي تدفعها الملحقية لصالح جامعة 6 أكتوبر المصرية وعدم إحالة أي دارسين سعوديين جدد من طلاب الامتياز في كلية الطب لتلك الجامعة، وذلك بناء على شكاوى تقدم بها عدد من الدارسين من عدم التعامل معهم بشكل لائق في مستشفى القصر العيني.
وكشف الملحق الثقافي السعودي في القاهرة الدكتور خالد بن محمد الوهيبي في تصريح إلى "الوطن" أول من أمس، أنه بعث خطابا عاجلا إلى رئيس جامعة 6 أكتوبر جاء فيه أن الملحقية تتحفظ تحفظا كبيرا على ما وصلها من عدد كبير من دارسي امتياز الطب في الجامعة، نتيجة عدم معاملتهم أكاديميا وتعليميا, وتكليفهم بأمور خارجة عن الإطار التعليمي.
وأضاف الدكتورالوهيبي، أن الملحقية طلبت من رئيس الجامعة في خطاب- اطلعت "الوطن" على نسخة منه- اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه تدريب الدارسين والدارسات حسب الاتفاق المبرم مع هذه الجامعة، وإلا فلن يتم إرسال أي دارس جديد في مرحلة الامتياز لهذه الجامعة، مشيرا إلى أن الملحقية تدفع 500 دولار شهريا لكل دارس أو دراسة في جامعة 6 أكتوبر والبالغ عددهم 107، ومبينا أنه التقى رئيس الجامعة منذ حوالي شهر ووعده بحل هذه المشكلة، لكن بقي الوضع على ما هو عليه.
وعن أبرز المشاكل التي يواجهها الدارسون السعوديون في الجامعات المصرية أشار إلى أنها تتمثل في تعنت بعض أساتذة الجامعات معهم، فضلا عن بعض السلوكيات الفردية من قبل بعض الدارسين التي لا تمثل ظاهرة، مؤكدا أن موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخي والمؤيد لمصر بعد ثورة 30 يونيو قلب موازين التعامل مع الدارسين والدارسات 180 درجة، وقال "لمست هذا الشيء على الجانب الشخصي في الشارع المصري وعلى الجانب الأكاديمي من خلال تلبية احتياجات الدارسين".
وكشف الدكتور الوهيبي عن صدور قرار وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بإيقاف الصرف ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث على 445 دارسا ودارسة لأسباب أكاديمية، مشيرا إلى أن الدارسين المشمولين بالصرف هذه الأيام بلغ عددهم 853 دارسا ودارسة فيما بلغ عدد من يدرس على حسابه الخاص 591 دارسا، وبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة السعوديين الذين تشرف الملحقية على دراستهم 72 من الذكور والإناث.
وأعلن الملحق الثقافي السعودي في القاهرة، أنه لم يصب أي مبتعث خلال الأحداث السياسية التي شهدتها مصر خاصة المظاهرات التي تشهدها عدد من الجامعات المصرية، موضحا أن الطلاب لم ينسحبوا بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وإنما فضل البعض منهم الانتقال إلى أوروبا وأميركا أو العودة إلى المملكة، مؤكدا أن وضع الدارسات السعوديات مطمئن، حيث يفضلن النزول في مساكن قريبة من الجامعات المصرية، كما أنهن لا يخرجن في المساء.
وأضاف الدكتور الوهيبي، أن الملحقية أعادت هيكلة أقسامها، وتم نقل مبنى شؤون الجامعات إلى داخل الملحقية في حي الدقي, مما أدى إلى تسهيل مهمة الأساتذة والمراجعين, إضافة إلى إعادة النظر في آلية تصديق الشهادات تمشيا مع قرار تصحيح أوضاع العمالة بالمملكة، بحيث يبدأ التصحيح في الملحقية قبل دخول الوافد المصري إلى المملكة, وذلك عن طريق تطبيق أنظمة الاستقدام، خاصة إرفاق العقود لمن يرغب في المصادقة لحماية المواطن السعودي، وتطبيق بعض الأنظمة على شركات العمالة التي تقوم بتصديق الشهادات، بأن يتقدم بما يفيد بأن لدى صاحب الشهادة عقد عمل.