حذر إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في خطبة الجمعة أمس، المسلمين من مطلقي الشائعات عبر الشبكات والتغريدات، وقال: "يَا إخوة الإسلام، كَيْف بنَا حِيَال مَنْ أسْلَسُوا أرْسَان عُقولِهم لكلِّ نَاعِقٍ بالشَّائعات، عَبْرَ الشّبكات، وأنَاخُوا مَطَايَا أهْوَائهم لأوَّل نَبْأةٍ مِنَ التَّغريدات، فَهَاموا بها في مَجَاهِل الضَّلالات والتَّحْلِيلات، في قرصنة عقلية عجيبة واختطاف فكري رهيب يتولى كبره ويضرم أواره الشبكات العنكبوتية والمواقع الأخطبوطية ومن وراءها من الأجندات المشبوهة".
وأضاف الشيخ السديس قائلا: "فيا أمَّة الإسلام أين العقول والنُّهى والأحلام، أين الحصَافة والرَّزانة في الألباب والإحكام، حين تبنى على التغريدات المواقف والأحكام"، مؤكدا أن الحاجة ملحة إلى وضع ميثاق شرف قيمي يضبط مسار الإعلام الجديد دون أن يقضي على ما بقي من دين الأمة وعقولها وأمنها ووحدتها وأعراضها.
وأكد الشيخ السديس أن الظُّلم والطُّغيان في فلسطين وبلاد الشَّام وأراكان، من الطُّغمة المُدَمِّرَة، مخاطبا أمة الإسلام بالقول أنه لَنْ تَخْطُوَ الأُمم والمُجْتمعات، شَطْر العِزَّة والمجد، ولَن تَنْعَتِق مِمَّا هِي فيه من الفِتن والمعتكَرَات، إلاَّ بِذوي الألباب الحصِيفة السديدَة، وحسبنا يا عباد الله أن تسلم لنا عقيدتنا وعقولنا ونعوذ بالله أن نتنازل عن شيء من ثوابت ديننا أو أن نرضي أحداً من الناس كائناً من كان بما يسخط ربنا أو أن تُختطف عقولنا وفهومنا إلى ما يخالف سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي المدنية المنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس "إن هذه الأمة صلح أولها بالزهد واليقين وهلك آخرها بالحرص والأمل، فالزهد الواجب هو كف النفس عن المحرمات، وسلامة المسلم عن أموال الناس ودمائهم، وتوقي المفاسد المحرمة، والحذر من المشتبهات، وإعطاء الحقوق للخلق المتعلقة بالذمم والأمانات، وأن ما زاد على ذلك فهو إحسان وفضل، وخير وبر، وطهر وزكاة، مرغّبٌ فيه شرعاً، يعظم الله به الأجر والثواب، ويرفع به الدرجات، ويدفع به الله عن العبد خزي الدنيا ومصارع السوء، ويحسن به العاقبة، مبينا أن الفلاح منزلة ينالها العبد برحمة الله تبارك وتعالى.