كشف تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" لشهر نوفمبر الماضي عن تراجع الأسعار العالمية للأغذية بنسبة 4.4 % مقارنة بذات الشهر العام الماضي، في حين سجلت الأسعار تراجعا طفيفا مقارنة بشهر أكتوبر 2013.
ولفتت "فاو" إلى أن انخفاضا شديدا في أسعار السكر الشهر الماضي قابله ارتفاع في الزيوت، وقالت "عوضت الزيادة في أسعار الزيوت الهبوط الحاد الذي سجلته أسعار السكر في الشهر الأخير، كما انخفض متوسط أسعار الحبوب بنسبة طفيفة في الوقت الذي استقرت فيه أسعار اللحوم والألبان".
وتوقعت المنظمة وصول مخزونات الحبوب العالمية إلى 572 مليون طن في نهاية مواسم المحاصيل عام 2014 بارتفاع نسبته 13.4 % عن عام 2012.
ووفقا للتقرير الذي صدر أمس سجل مؤشر المنظمة الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، 206.3 نقاط في المتوسط في نوفمبر بانخفاض طفيف مقارنة مع 206.6 نقاط في أكتوبر، فيما سجل المؤشر انخفاضا بلغ 9.5 نقاط تمثل نسبة 4.4 % عن مستوياته في نوفمبر 2012.
وعلى صعيد قطاع الحبوب بلغ المؤشر 194.2 نقطة في نوفمبر متراجعا بنسبة 1% عن مستوياته في أكتوبر فيما سجل انخفاضا حادا بلغت نسبته 24% عن مستوياته في نوفمبر2012.
وأشارت فاو إلى أن مستويات محصول الحبوب القياسية لهذا العام ساعدت على تحسين حالة المعروض من الإمدادات العالمية، وهو ما أثر على الأسعار الدولية لجميع الحبوب، بما فيها القمح والذرة والأرز.
أما في قطاع الزيت النباتي فبلغ متوسط المؤشر 198.5 نقطة في نوفمبر بزيادة 5.6 % عن مستوياته في أكتوبر.
وذكرت المنظمة أن الزيادة جاءت مدفوعة أساسا بزيت النخيل حيث تزامن الطلب العالمي القوي على وارداته، بما فيها الواردات المستخدمة في إنتاج الديزل الحيوي، مع إنتاج أقل من المتوقع في جنوب شرق آسيا في أعقاب هطول أمطار غزيرة، مما أدى إلى دفع أسعار زيت النخيل إلى أعلى مستوى لها على امتداد 13 شهرا. وارتفعت أيضا أسعار زيت الصويا وزيت عباد الشمس وزيت بذرة اللفت في ظل استمرار الطلب، وهو ما ساهم في زيادة ارتفاع المؤشر.
وفي قطاع الألبان بلغ متوسط مؤشر فاو 251.4 نقطة في نوفمبر مسجلاً نفس مستوياته تقريبا التي كان عليها في أكتوبر. وظل الطلب قويا على مسحوق الحليب، وبخاصة من الصين، وركز القائمون بتصنيع الألبان في نصف الكرة الجنوبي على هذا المنتج بدلاً من الزبد والجبن. وبالرغم من انتهاء موسم ذروة إنتاج الحليب في نصف الكرة الجنوبي، لا تزال الإمدادات كافية لتلبية الطلب الحالي. وسجل المؤشر في مجمله ارتفاعا بنسبة 23 % عن مستوياته في نوفمبر 2012.
وفي قطاع اللحوم بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم 187.1 نقطة في نوفمبر محافظا على نفس مستوياته في أكتوبر ودون تغيير عن مستوياته قبل سنة.
وفيما يتعلق بمختلف فئات اللحوم، واصلت أسعار لحوم الأبقار والأغنام ارتفاعها بينما استقرت أسعار لحوم الدواجن، وأدت قلة المعروض للتصدير من لحوم الأبقار والأغنام إلى تعزيز الأسعار.
أما في قطاع السكر فبلغ متوسط مؤشر الأسعار 250.6 نقطة في نوفمبر بانخفاض 14.2 نقطة تمثل نسبة 5.3 % عن مستوياته في أكتوبر.
ويرجع الهبوط في الأساس إلى تحسن عمليات جني المحصول في البرازيل التي تعد أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم.
وأدت التكهنات بإمكانية ازدياد صادرات البرازيل والهند في ظل تدني قيمة العملات مقابل الدولار الأميركي في نوفمبر إلى مفاقمة هبوط الأسعار.
وشهدت أسعار السكر تقلبات كبيرة وسط استمرار أجواء عدم التيقن من حجم فائض الإنتاج المتوقع للموسم الجديد 2013 /2014.