نعيش (وهم) الوعود دون هوادة، لكن الجديد هو (وهم) الأماني التي تصيبنا في مقتل وإحباط ليس بعده، وشخصيا (لن أتمنى) أبدا أن نستضيف الأولمبياد، لأنه في الأصل لن يقر على مختلف المستويات إلا ممن ابتلوا بالمظاهر والشعارات.
إن كان هناك من يتمنى استضافة الأولمبياد فإن الأمير نواف بن فيصل رئيس اللجنة الأولمبية السعودية تجاوز ذلك في حضور رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ معلنا عن التفكير في استضافة الأولمبياد (لاحقا)، وهو يقول حسب البيان الصحفي "السعودية تسعد باستضافة جميع الدورات، واستضافت السعودية سابقاً العديد من الدورات وبالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية فقد تناقشنا اليوم مع الدكتور باخ والأجندة الخاصة بالاستضافة مشغولة لسنوات قادمة وبعدها ستكون السعودية مستعدة لاستضافة الأولمبياد".
كنت أتمنى أن يكون الأمير نواف بن فيصل أكثر شفافية وصراحة، بل من المسؤولية بمكان أن يعرف (باخ) وغيره من كبار المسؤولين في أي منظمة أننا في بلدنا الغالي غير قادرين على استضافة الأولمبياد البتة.. البتة، فلا يمكن أبدا إقامة منافسات نسائية في السعودية على نحو ما يحدث في الأولمبياد.
وهذا يعيدني إلى ما سبق وذكرته في أكثر من مناسبة، أنه ليس لدينا (رياضة نسائية تنافسية)، فكيف نشارك بنساء في الأولمبياد مثلما حدث في أولمبياد لندن 2012؟ وحتى هذه اللحظة المسؤولون غير قادرين على عدم الاعتراف بمشاركتهن أو إثبات أنهن شاركن بصفة رسمية، ولكنهم يتذرعون (بوجوب) المشاركة بنسبة ما كي (ترضى) علينا اللجنة الأولمبية الدولية وتبقينا في كيانها، وعدم حرمان السعودية من المشاركات الخارجية..!!
وفي المقابل هللت اللجنة الأولمبية الدولية وأقامت الاحتفالات بوجود نساء سعوديات في أولمبياد لندن كأول مرة، وكان التصفيق الحار (خاصا) لهن دون غيرهن من نساء الدول الأخرى بابتهاج غير مسبوق، فقط لإثبات تسلط اللجنة الأولمبية وضعفنا ووهننا.
وفي هذا المقام أتمنى أن أجد إجابة شافية ومقنعة لدى مسؤولينا ومسؤولي اللجنة الدولية: ليس في هيكلنا الرياضي التنظيمي منافسات رياضة نسائية، فكيف نجبر على المشاركة في الرياضات النسائية؟!
وهذا الأمر متصل بقوانين وأنظمة، فهل نرضى أن نكون بهذا الهوان، وهل الأولمبياد سيفشل إذا لم تشارك نساء سعوديات؟!
ومن بين التبريرات السامجة أن بعض النساء السعوديات خاطبن اللجنة الأولمبية الدولية برغبة المشاركة من خلال وجودهن مع أسرهن في دول أخرى، وهذا بالنسبة لي، من الأدلة الدامغة على اللعبة الكبيرة التسلطية من لدن اللجنة الأولمبية الدولية وضعف من أوكلت لهم مهام ملفنا في هذا الجانب.
الأكيد أنني سعدت بزيارة (باخ)، وأسعدني أكثر وهو يشدد على أهمية (شراكة) التعليم مع الرياضة، ويستحق أن أخصص له مقالا آخر.
يا أحبة، يا سادة.. يجب أن نصارح أنفسنا قبل غيرنا وأن نهتم بالكوارث التي تجرنا جرا للخلف دون حراك حقيقي وفاعل في التطوير واحترام الرياضة وأهميتها للمجتمع.
ومما يُستشهد به حاليا، فضيحة تقرير الدفاع المدني بشأن ملعب (مدينة الملك عبدالله ببريدة) وبالتالي نقل مباراة التعاون والنصر للرياض، بعد موسم كامل بقي فيه مباريات ستلعب على الملعب نفسه، وقد يستمر كما هو الموسم القادم بسبب إهمال الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومنذ ستة أشهر لم يتم إصلاح المضمار والمنصة بوعود سرابية..!
إلى متى وبعض المسؤولين غير قادرين على مواكبة الوعي العام وهم من يثيرون النقاد والجماهير بقرارات وأقوال وأعمال استفزازية؟!