لم يكد حبر التساؤلات التي خطها رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل يجف، حتى توالت الإجابات عن تلك الأسئلة في ورش العمل التي شهدها اليوم الثاني لمؤتمرها السنوي "فكر12"، ولو بشكل غير مباشر.
وبينما تطرق الفيصل في تساؤلاته عن إعمال العقل العربي في الإبداع والابتكار والمبادرات، ذهب المشاركون في ورشة العمل السادسة التي بحثت في دور القطاع الخاص في استحداث فرص العمل، بآرائهم إلى أن الوطن العربي أصبح ناقلا ومقلدا لأسوأ التجارب الموجودة بالغرب، ومنها برامج تلفزيون الواقع.
أما لماذا تطرق المشاركون لتلك البرامج، وإتيانهم على ذكر أشهرها وهو "ستار أكاديمي"، فقد جاء ذلك على خلفية تأكيد أحد المشاركين على أهمية تبني برامج مشابهة للبرنامج الأخير على أن تهتم بـ"رياديي الأعمال"، ويصل في نهاية مطافها فائز يحصل على الدعم المطلوب.
وفي الوقت الذي أشار فيه محاور اللقاء الباحث الأول في جامعة هارفارد المصري محمد الدهشان أن هناك توجها حاليا لإطلاق برنامج يهتم بالمشاريع الشابة قال المشارك البحريني عصام خياط إن "قناة دبي" سبق لها أن تبنت مبادرة بهذا الاتجاه منذ أكثر من 5 سنوات.
الورشة التي تحدث فيها، كل من: الرئيس التنفيذي لشركة المرجع للاستثمارات والتطوير الإداري بالأردن أحمد الطويل، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ماينجمينت 2000" الأميركية بوب غابا، والمدير التنفيذي لشركة "سنس" للاستشارات وتطوير الأعمال الأردنية رنيم الرشيدات، والخبير الاقتصادي اللبناني مروان إسكندر، علقت الجرس إزاء بحث الشباب العربي لدعم مشاريعهم من خلال بوابة "الغرب".
وحينما كان الحديث يأخذ جانبا متحاملا على الشباب العربي، وتحميله مسؤولية فقدان الثقة فيه، خرج المشارك الفلسطيني رامي مهداوي ليعرض تجارب وصفها بـ"الناجحة" لشباب عرب تحصلوا على الدعم الكافي من الغرب لانطلاقة مشاريعهم، مطالبا المتحدثين بألا يجنحوا نحو "السوداوية" في الحديث عن عدم قدرة الشباب العربي على المنافسة.
وفجر أحد المشاركين قنبلة بتأكيده أن 80% من مبادرات الشباب العربي مدعومة من "الغرب". وهنا علق مشارك بحريني من بين الحضور بالقول "الغرب حينما يدعمون شبابنا فهم لا يفعلون ذلك لسواد عيونهم.. هناك أهداف وأجندات مخفية لهذا الدعم لا مجال للتطرق لها الآن".
وفي وقت تعالت فيه الأصوات لتبني برنامج يشابه "ستار أكايمي" ويكون تحت اسم "ستار ماينجمينت"، ليتوج مبادرات الشباب العربي الناجحة، قالت المتحدثة رنيم الرشيدات إن العرب مقلدون لأكثر التجارب الغربية سوءا، وعلقت بالقول "رغم وجود تجارب ناجحة إلا أن العرب لم يستقطبوا إلا برامج الغناء والترفيه".
وأضافت بالقول "لقد غاب عنا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. ذلك ما ينقص العالم العربي في هذا الوقت.
وبلغة حادة، انتقد الرئيس التنفيذي لاتحاد التمويل الإسلامي الدكتور شهاب العزعزي، ما تعيشه الأمة العربية. وقال "نحن نعيش في أزمة أخلاق ونفاق اجتماعي"، مهاجما البنوك وقال إنها تعتمد المجاملات والمحسوبيات في مسألة الإقراض، وختم بالقول "هل لو ذهب بحريني لأي مؤسسة مالية في دبي وتقدم بقرض، سيتحصل عليه أم لا؟".