انطوت سنوات البعد إلى غير رجعة وتنفس عشاق الجمال الكروي الفاتن أفراحا وأخيلة وأفلاكا بعودة المنصات للنصر وليس النصر للمنصات، طرح المشاهدون أسئلة التتويج التلفزيونية حول ما سيكون؟ وما الذي يمكن للكاميرا والصورة أن تخاتل توقعاتهم في أبهى ليالي "العالمي" الجديدة؟، ليلة التتويج السحرية الهائلة التي طالت دهرا واستعصت عمرا وتناءت حتى بدت محالا في لحظة ما وأبقت النصر ومحبيه في "حديقة الصبر" وموقف الترقب الطويل؟ اعتاد الناس مفاجآت في المناسبات الرياضية الكبرى، يتذكرون ما فعلته موسكو في افتتاح أولمبياد 1980 بنوافيرها البشرية ورمية النابل الإسباني حينما أوقد الشعلة عام 1992، فرنسا بموسيقى الضوء ومقطوعات ميشيل جار 1998 والمخلوقات المعدنية التي رقصت في "الشانزلزيه".

"ديانا روس" في كأس العالم 1994 بثوبها الأبيض وشعرها المنكوش وركلة البداية الضائعة، سيدني 2000 التي أشعلت النار من الماء، الحمام الأبيض الذي أطلقه الطفل من الأقفاص في افتتاح 1982 وفي الاختتاميات يتذكر الجميع نزع ملابس "كارلوس البرتو" في نهائي 1970، دموع "مارادونا"1990، "نطحة زيدان" 2006، ومئوية "كافو" 2002، ركضة "جيرد مولر" الجنونية 1974، وقصاصات "بيونس إيرس" الملونة التي انهمرت 1978، الصورة ذاكرة واللقطة تاريخ، والنصر يستدعي التاريخ ويستعيد الأمس تتويجا وبطولات خارج "حديقة الصبر"، يريد كثيرون للقطة أن تثبت لذا يتساءلون عن التفاصيل فيظهر كل هذا السجال، أمس عرف الناس النتائج، هل كان التتويج حفلا وفعاليات مجرد تفصيل من تفاصيل "النصر"؟ هل أخذت المسألة زخمها من جماليات النصر لاعبين وإدارة وجمهورا في الملعب وما سواه لا يهم؟، الذاكرة صورة والتاريخ لقطة يثبتها المنتصر وغدا لن يسأل أحد عن التفاصيل، لكن هل كانت الكاميرا والنقل والتلفزيون والإعلام - شاشة وأستديو ومحللين ومعلقين ومصورين - على مستوى الحدث النصراوي.