أكد وزير الإعلام الكويتي السابق الدكتور سعد بن طفلة العجمي، أن وجود وزارات الإعلام كـ"وصي" على ما ينشر في وسائل الإعلام "يضر" بالدولة، مطالباً بإلغاء وزارات الإعلام في الدول العربية. وأشار ابن طفلة إلى أنه أول ما قام به عندما تولى وزارة الإعلام في الكويت هو محاولة إلغاء هذه الوزارة، وعندما لم ينجح في ذلك تقدم باستقالته منها. وبين العجمي أن وسائل الإعلام الخاصة لا يجب أن تحكي وجهة النظر الرسمية للدولة، بل يجب أن تركز على كشف مواطن الخلل في عمل الدول، كما طالب وسائل الإعلام بلعب دور بارز في قضية توظيف الشباب وخلق فرص العمل. جاء ذلك في حوار مع "الوطن"، أثناء مؤتمر "فكر 12"، الذي يهدف لتوفير 80 مليون فرصة عمل بحلول 2020.
كيف يمكن أن تسهم وسائل الإعلام في خلق ثقافة، وفرص عمل للشباب؟
يمكن أن تسهم وسائل الإعلام في ذلك بتعزيز رسالة يتبناها الإعلام بمعنى أنه، وأنا قائم على مؤسسة إعلامية وأريد أن أعزز قيم العمل، أي عمل كان، وأن تكون هذه هي رسالتي، لا بد أن لطاقم التحرير أن يعرفوا أننا نريد الترويج لهذه الرسالة وتطويرها وتوزيعها وتسويقها وتعزيزها، هكذا يأخذ هذا المغزى أو هذا الهدف حيزاً متكرراً من الفراغ، وهذا الحيز من الفراغ يكون له أولوية، بمعنى أن نأخذ على سبيل المثل، شباباً خليجياً سعودياً أو كويتياً أو غيرهم، بادروا إلى خلق فرصة عمل متميزة أو عمل تجاري مختلف يمارسونه بأيديهم وتعطى مثل هذه المبادرات تعاملاً إيجابياً من الصحافة، وليس أن يتعاملوا معها كخبر وإنما يتم التعامل معها وتشجيعها بحيث نستطيع إيصال للقارئ أن ما يقوم به هؤلاء الشباب هو عمل بطولي ورائع، وليس فقط أن نعطي تقريراً أو عملاً اقتصادياً ما، وإنما نعزز لدى القارئ ولدى الشباب بالذات، أن هذا العمل الذي يمارسه هؤلاء الشباب يعزز للصورة الإيجابية.
وكيف تقدرون التعامل الحالي لوسائل الإعلام مع ما يفترض أن تقوم به من دور تجاه تلك الأمور؟
الانطباع السائد من جلسة تشرفت برئاستها وحضرها رؤساء تحرير وصحفيون، أن هناك شبه إجماع على أن الإعلام لم يلعب دوراً في تعزيز وخلق ثقافة جديدة، وليس الإعلام وحده هو المسؤول ولكن الإعلام لم يلعب دوره بالشكل المطلوب لتعزيز ثقافة من شأنها أن تسهم بخلق فرص عمل جديدة للشباب.. صحيح بأن هناك عوامل أخرى مثل التعليم ومناهج التعليم ومدى الحرية وقدرة الإعلام نفسه على الحرية في كشف مواطن الخلل والبيروقراطية والفساد وخلافه، لكن الانطباع العام، هو أن الإعلام لم يقم بدوره لتعزيز ما هو مطلوب لخلق بيئة جديدة من شأنها تهيئة فرص العمل.
كوزير إعلام سابق كيف ترى دور وزارات الإعلام في العصر الحديث؟
سؤال جيد، ولكن جاء متأخراً، أنا وزير إعلام في القرن الماضي، وأنا أول ما طرحته عند قدومي لوزارة الإعلام هو إلغاء الوزارة، وعندما لم أنجح في ذلك قدمت استقالتي وألغيت وجودي فيها، والمشكلة أنه من كثر أننا كإعلاميين نعول على جهة ما توجهنا، ممثلة في وزارة الإعلام، نطرح هذه التساؤلات، ما هو دور وزارة الاعلام في كذا وكذا، وهذا لا ينفي أن يكون لأي دولة أو مؤسساتها رسالة رسمية، وليس هناك دولة تدعي الديموقراطية في العالم وليست لديها وسائل إعلام، سواء في أميركا أو بريطانيا، أي دولة تدعي الديموقراطية في اليابان أو الهند، حيث هناك مؤسسات إعلامية تحرص على الجودة ولديها رسالة الدولة، هل إعلامنا الرسمي يعكس رسالة الدولة؟ أنا أعتقد أن الإجابة لا، لأن ما تقوم به وسائل الإعلام في وادٍ، وما تقوله الدولة في وادٍ آخر، أنا لست مع الإعلام الرسمي ولست متحمساً له، ولكن الإعلام الخاص هو الذي يفترض ألا يكون انعكاساً لرسالة الدولة، بل على العكس، يجب أن يكون مضاداً للخلل الذي ينتج عن سياسات الدولة.