الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان.. غاية ما تتمناه شعوب تعاني ويلات القلاقل والاضطرابات والانقلابات والمشاغبات والمظاهرات.. المراقب الحصيف لا تفوته الحقيقة فيما يشاهد ويسمع عن الأخبار العربية والعالمية.

شعوب أدركتها المجاعة والمرض والقتل والتشريد واللجوء لسوء أوضاعها المحلية كانت تنعم بالرفاهية والاستقرار.. فقدت نعيمها بتصرفات بعض قادتها وسياسييها أصبحت تعيش في جحيم الأهواء المتضاربة إلاّ أن تتداركها رحمة الله وتُرزق قيادة حكيمة تنقذها مما حلّ بها من التشرذم والتفكك وتعيدها إلى سواء الصراط.

نحن بهذه الديار الطاهرة منذ قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك المؤسس "عبدالعزيز آل سعود"، ورجاله الميامين من جميع المناطق رحمهم الله جميعا وجزاهم عن جهادهم وما قدموه الجنة.. نعيش أمنا ورخاء وازدهاراً بفضل الله تعالى ثم بحسن تصرف ولاة أمرنا وقادتنا وحنكتهم في إدارة الأزمات وسلاسة انتقال السلطة من ملك إلى ملك.

عايشت توارث خمسة منهم ولاية الأمر بكل هدوء والناس تعيش حياتها العادية لا تكاد تشعر بأي تغيير هادئة مطمئنة تُحظى بكريم الرعاية لأن الدولة قائمة بمؤسساتها تسير على نهج الكتاب والسنة ولله الحمد والمنة.

أقول هذا بمناسبة تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ومباركة غالبية هيئة البيعة من الأسرة المالكة ومبايعة الشعب الوفي على مدى يومين بكل أنحاء المملكة.

أشيد بهذه الخطوة السديدة التي عودنا "أبو متعب" على أمثالها منذ تحمله المسؤولية، فهو ملك إصلاحي بكل ما تعنيه الكلمة، تهدف قراراته الشجاعة إلى خير شعبه وأمته العربية وعالميه الإسلامي والإنساني، وما الحوار الوطني وحوار الأديان واجتثاث الفساد والنجدة لأبناء العروبة والإسلام بكل أقطارهم إلا نماذج لأياديه البيضاء.. هكذا اختيار "مقرن" خطوة رائدة نحو مستقبل آمن مطمئن مزدهر لبلادنا الغالية بحول الله تعالى.