حزين جدا على وضع الإعلام الرياضي في التعاطي مع الأحداث الرياضية السعودية وآخرها نقل مباراة دورية بين فريقين من مدينة إلى أخرى، وكأنه لم يعد لدينا في كرة القدم في المملكة قضية تستحق النقاش إلا نقل مباراة.

هناك عدد من القضايا المفصلية والهامة في رياضتنا وكرتنا، ولكن أصبح نقل مباراة دورية ليس لها تأثير على أي شيء القضية الأبرز والأهم، وهي التي يجب التوقف عندها لأكثر من أسبوع نناقشها في كل وسيلة إعلامية.

هاجت وسائل التواصل الاجتماعي وظهر الحماس والتوتر والتشكيك والعصبية ليس لزيارة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الدكتور باخ للمملكة أو لاجتماع هام لاتحاد كرة القدم أو التأخر في إرسال ضمانات حكومية لاستضافة أمم آسيا 2019 أو لمناقشة وضع الاستثمار الرياضي الذي جعل كبار الأندية بلا راع حتى الآن لضعف المردود أو لعدم تشكيل لجنة لمناقشة مشاركتنا القادمة في أولمبياد 2016.

لقد هاج ثلة من المتعصبين أغاظهم فوز النصر الكبير ببطولتين هامتين هذا الموسم وبدلا من الفرح والانشراح لما أحدثه هذا النصر الكبير في العالم العربي والقاري والدولي نجدهم اصطفوا وتجندوا وتفاهموا وتداخلوا للدفاع عن أمر عظيم ألا وهو نقل مباراة من مدينة لأخرى.

أي إعلام رياضي تنتظرون أن يساهم في نجاح أو تطور رياضتنا وهو بهذا الهوان والضعف والتعصب ومحدودية الرؤية لمجرد صدور بنقل مباراة دورية لتظهر للعالم بشكل أفضل وأجمل وأكمل وأحلى وأيضا بسلامة عالية.

نفس هذه المجموعة وهم ولله الحمد قلة يتحدثون عن تطبيق الأنظمة واللوائح وأهمية الالتزام بها عندما يتعلق الأمر بالنصر الكبير (راعي البطولتين)، لكنهم يختفون في زواياهم وتغريداتهم وصحفهم الورقية والإلكترونية عندما يتعلق الأمر بناديهم المفضل بل إن بعضهم يظهر بشكل غير لائق ويتحدث كما تحدث أبطال مسرحية مدرسة المشاغبين.

أيهما أكثر خطرا على كرتنا وخرقا "للنظام الأساسي" تثبيت أعضاء الجمعية العمومية في مخالفة صريحة لجعل الأشخاص أهم من الكيانات أو في عدم إقامة الجمعية العمومية العادية المستحقة في مارس الماضي من جانب أو نقل مباراة دورية من مدينة لأخرى!، أجيبوا أيها المتحمسون المتشنجون المتعصبون الذين "تموتون" في تطبيق الأنظمة واللوائح.

ما قدمه النصر هذا الموسم يستحق كسر كل اللوائح والأنظمة من أجله وإقامة جميع مبارياته على أرضه وليس نقل مباراة لا تقدم ولا تؤخر بناء على تقرير أمني رسمي من جهة رسمية "الدفاع المدني" مرجعية في الدولة.

لماذا نأخذ ونقبل ونتقبل ونبصم على توصيات الدفاع المدني في غياب الملايين من طلابنا عندما "يحذر" بسبب تقلبات الأحوال الجوية، واليوم لم يعجبنا الدفاع المدني وهو يوصي بنقل مباراة دورية من مدينة لأخرى خوفا على سلامة الجماهير بعد الوقوف على الموقع.. عجبا لتعاط كهذا وتقليب للحقائق وتوتير للشارع الرياضي وانغماس كامل في الكيل بمكيالين.

ماذا لو كانت هذه المباراة تحدد بطل الدوري فعلا وأوصى الدفاع المدني بنقلها كيف سيكون وضع هؤلاء الذين تأتي آراؤهم وأطروحاتهم بحسب أهواء ومصالح فريقهم المفضل.

ومع كل هذا سيفرح النصر الليلة بين جماهيره العاشقة الحالمة في إستاد الملك فهد الدولي بتحقيقه "بطولتين" هامتين على رأسها دوري جميل بعد موسم كروي حافل بالندية والمنافسة العالية بين كافة الفرق وحتى اللحظة ونحن على بعد ساعات من الجولة الأخيرة لا نعلم من الهابط الثاني لدوري ركاء وهناك من لا يزال يردد أنه "دوري ضعيف"!.