توقع باحث أمني، متخصص في علم الجريمة، انخفاض معدل الجريمة في المملكة ما بين 20 إلى 30% بعد انتهاء إجراءات ترحيل آلاف العمالة المخالفة بعد حملة التصحيح، التي قامت بها الحكومة مؤخراً، مبيناً أن العديد من العمالة المرحلين تسللوا إلى البلاد خفية، ولا يملكون أوراقاً ثبوتية سواء كانت جوازات أو إقامات أو حتى تأشيرات، وأنهم شكلوا خطراً محدقاً بالمجتمع.

وأوضح أستاذ علم الجريمة والإجرام في جامعة القصيم الدكتور يوسف الرميح لـ"الوطن" أن العديد من العمالة المرحلين شكلوا خطراً محدقاً تسبب في ارتفاع معدلات الجريمة كالسرقات والاحتيال وتجارة المخدرات والتزوير وتمرير المكالمات ونشر الأفلام الخليعة، إضافة إلى نشر الفوضى والجريمة في المجتمع، فيما كان من الصعب ملاحقة مجهولي الهوية أمنياً، خصوصاً في المدن الكبرى.

وتساءل الرميح عن الفائدة المرجوة من تكدس هذه العمالة، خصوصاً بعض الجنسيات التي عُرف عنها عدم المهارة وتنتشر في البلاد كـ"البكتيريا"، التي تسعى جاهدة للقضاء على قوت البلد واستنزاف موارده والتحكم في أسعاره من خلال تشكيل تكتلات اقتصادية تستهدف السيطرة على الأسواق. ووصف أسلوب تعامل رجال الأمن مع المخالفين بأنه قمة الإنسانية.

ودعا الرميح إلى الاطلاع على تجارب الدول المسماة بالمتحضرة في كيفية تعاملها مع المخالفين كتعامل بعض الدول الأوروبية وغيرها مع المهاجرين غير الشرعيين، وقارَنَ ذلك بدولة كالسعودية تقدم البطانيات والغذاء والمأوى حتى تتم إجراءات الترحيل، رافضاً وصف العنف الذي وصف به البعض رجال الأمن المتعاملين مع المخالفين، قائلاً: "إذا حصل ذلك فهو دفاع عن النفس، كما شاهد ذلك الكثيرون عبر اليوتيوب".

وحول الفيلم المتداول الذي أصدرته وزارة الإعلام الإثيوبية "الجحيم في الأرض"، أوضح البروفيسور الرميح أن هذا تجن واضح، ويدل على ذلك الملابس غير السعودية التي يرتديها الممثلون، إضافة إلى أن السعوديين لو أرادوا المعاملة بالمثل، فسنحتاج إلى فتح ملفات العديد من قضايا القتل التي ارتكبها الإثيوبيون والإثيوبيات داخل المملكة. وتابع: إن وطننا بلد متحضر.. بلد أنظمة وقوانين ولوائح ومحاكم شرعية والحقوق تؤخذ بقوة النظام لا بالسواطير والأسلحة.

ودعا الدكتور الرميح الجهات المختصة إلى سن أنظمة صارمة بحق المواطنين المتعاونين مع هؤلاء في التسلل والإيواء والتنقل والاختباء، مؤكداً أن البلد تخلص الآن من ورم سرطاني، وجاء الدور الأهم وهو المواطن في الحفاظ على أمن الوطن ومكتسباته، كونه هو رجل الأمن الأول. ونصح الرميح المواطنين بعدم الاشتباك مع هؤلاء المخالفين لتسلّح الكثير منهم، وأن عليهم فقط التبليغ عن أي مخالف لتباشر الجهات الأمنية مهامها بهذا الشأن.