وقبل أن أبدأ، يجب أن أنوه بأن قلق الخطورة لا يحيط بالألمان وحدهم، وإنما يسكن حواف جميع الدول المتقدمة في الطب، أو المتخصصة في "السياحة العلاجية"، مثل "التشيك" و"أوكرانيا"، بعد أن ظهر البديل "المحلي"، وأصبحت الدراسات الغربية الطبية بلا قيمة!

ما الذي يدعو مواطنا، محدود الدخل، لتكبد خسائر التحليق إلى ألمانيا، وتحمل مشقة السفر لطبيب يعتمد على الأجهزة، طالما يستطيع قياس الضغط بشكل سريع ومختصر، في قرابة الدقيقة، وبلا أجهزة، من خلال الالتصاق بالحائط، كما شرح لنا المقطع الشهير، وخلّصنا من اعتمادنا على "الغرب"، وحرر العقول من الاستعباد الأجنبي.. لكنه - وللأسف - لم يشرح لنا نوعية "أسمنت" الجدار، ولون الدهان، ودرجة حرارة الغرفة، وكذلك توقيت "التلزيق الجداري".. وما الدافع الذي يزج بمريض، لأن يصبر على "مرمطة" الطائرات والمطارات، لكي يعالج الانزلاق الغضروفي، ما دام أن متبرعا آخر شرح لنا كيف نعلق الأوادم كالبهائم في المسالخ، مستعينين بسلاسل المصانع، ومن ثم أرجحتهم في دقائق، كجثة ممثل فيها في على هامش جريمة، بعد أن ينتقل الدم جميعا إلى منطقة الرأس، الخالية من المخ، الذي لا يقبل بعمليات الـ"شنقلة" لو كان معبأ..

هذا ليس كل شيء، فأفرع البدائل الطبية متنوعة ومتفرعة، ولكل علاج "كافر" يقابله منتج محلي، يعوض الاستغناء عنه، ولذلك أدعوكم للدوران في شوارع الـ"يوتيوب"، والبحث عن البارعين في صنع ذلك، وتحديدا ذلك المقطع الذي يعالج الظهر من خلال "مصع الرقبة"، والذي يدخلك في حسابات متناقضة؛ إما الشفاء، أو قطع الرقبة على الطريقة الـ"داعشية"!

وأخيرا.. سأخبركم عن أمنيتي بعد خمس سنوات، المتمثلة في رغبتي بتعييني "وزيرا للصحة"، والمنطلقة من رغبتي في "التسدح"، حيث إننا، وبعد سنوات، سيتخلى الشعب عن زيارة المستشفيات، ويعتمد آليات "التلزيق" و"الشنقلة" و"المصع"، وأبقى وزيرا لا شيء لدي أفعله، سوى "الترزز" والسفريات، والإشراف على المصحات (النفسية)!. والسلام.