كسبت إحدى الزوجات رهانا بمبلغ 90 ألف ريال حوله الزوج إلى مزايدة بين عرضها وعرض أصدقائه الذين قدموا له ثلث المبلغ مقابل تحديه بالزواج من أخرى، وهذا بعد أن حول نفسه إلى قطعة أثاث معروضة في مزاد علني يراهن الآخرين بعضهم بالتنافس عليها وكسبها، ويصور هذا الفعل قلة احترامه لعلاقته الزوجية، بل إنه يفتقر للنضج الإنساني والعاطفي حينما عرض زواجه لانتهاك الجهلة الذين اختلفت عليهم معايير الرجولة وضاعت عليهم أساليب التسالي. وكما هو الحال غالبا في بعض مجالس الرجال، فقد يتحدى أحدهم الآخر ويراهن على تدمير حياته الأسرية، فيما يعد هذا التحدي اختبارا لمقدار الرجولة الذي يهمش عواطف الرجل تجاه حفظه لزوجته ويجعلها عيبا عليه!

كل ما فعلته الزوجة سيضمن بقاء الزوج ولو بشكل موقت ولكن هل سيضمن استمرار حبه واحترامه لها أم سيؤزم الحالة؟ فلم تجد المسكينة حلا للحفاظ على زوجها إلا بالدخول في الرهان، بينما قابل المبلغ الذي قدمته له بالقبول وكأنه يقبل بأن تشتري بقاءه، وهذا يحسب ضده كموقف منعدم من القيم الإنسانية، أما تصرف الزوجة فليس غريبا، لأن الكثير من السيدات تقدس زواجها إلى الدرجة التي تلغي فيها كرامتها وشخصيتها وتهمش كينونتها خوفا من فراق الحبيب وتبعات الطلاق، بينما يستغل البعض من الرجال هذه الحالة، فتزداد ظاهرة النزعة الاستهلاكية التي صورت المرأة وكأنها شيء عابر في حياة الرجل، يبدل بينها وبين الأخرى، كما يبدل بين أطباق الأكل أو أجهزة الهاتف، ويهددها بالخيانة كيفما شاء، لتبقى في ظل عبوديته مستكينة تحت وطأة مخاوفها من تهديدات الإهانة العلنية التي تشوه صورتها كسيدة متزوجة مستقرة وسعيدة أمام الملأ، فالرجولة الحقيقية التي تثبت مقدار النضج في أن يمنحها هذا الشعور دون أن تستجديه أو يسمح بأن يخدشه أي تدخل.

عزيزي الرجل، إذا ابتليت بمعاشرة الجهلة وكان لا بد لك من ذلك، ثم ازداد عليك البلاء بمثل هذا التحدي "فما فيها شي لو قلت ماني برجال"، وحافظ على بيتك فهو الأولى بالبطولات.

عزيزتي المرأة، إذا ابتليت بزوج مراهق يعرض حياتك واستقرار بيتك للانتهاك، فحافظي على كرامتك التي منحك الله إياها، فليس من حق أحد أن يسلبها منك، وثقي بي "فظل الحيطة" أكثر أمانا من هكذا رجل.