هذا القلق المزمن، والنزاع في داخلك الذي لا ينتهي، وأنت تعيش معظم ساعات يومك "تمارس" ذنباً، وتعتقد بأنك ستصل إلى لحظة تتوقف فيها عن ذلك.
اليوم يزداد قلقك المزمن، والنزاع في داخلك والذي لا ينتهي، انتهى.
أنت تقع اليوم في حفرة يأس موقتة، وتتساءل: "هل في الحقيقة أن جميع هذه الوجوه السعيدة" مفتونة؟ وأنهم أبناء ذنوبهم التي يرتكبونها وارتكبوها، ويوماً ما تنسحب من تحت أقدامهم، هذه الفتنة، ويقابلون الضنك في أسوأ صوره.
تستمع إلى صوتك المفضل غارقاً بالموسيقى، وفي لحظة طمأنينة أهداك إياها -صوتك المفضل-تتيقن بأنه غارق في الذنب، وإن لم يتب، ستتلف حنجرته من الصراخ في الجحيم.
مع ذلك، صورة وجهه تزين هاتفك، وتتابع اللحاق بصوته -الذي سيتلف، إن لم يتب- حفلة بعد حفلة، وألبوماً بعد آخر.
أنت لا تعلم، ترغب بأن يتوب، على الرغم من أنه مصدر لطمأنينتك.
وفريقك المفضل بعد أن يوصلك لحالة النشوة، تتذكر أنهم أحد عشر شخصاً من العصاة، يرتدون السراويل القصيرة، وإن لم يتوبوا عن إضاعة أوقاتهم بهذا الهراء -الذي لطالما أسعدك-، سيكونون في مأزق شديد.
قلقك اليوم أكثر من ذي قبل، وأنت ترى الجميع غارقاً بالهناء، وهم يوفرون الكثير من الوقت بعدما توقفوا عن تنصيب أنفسهم حكاماً على رؤوس الناس، يسيرونهم للجنة مرة، وللنار مرات كثيرة.
النزاع في داخلك الذي لا ينتهي، وانتهى، يبدأ من جديد. تتذكر أنك غارق في الذنب، ومعظم مصادر الحياة الجيدة التي تحصل عليها، قادمة من "كفار" ينتظرون دورهم في طريق النار الطويل، وفي الوقت نفسه، لا تجد في الأمر وقاحة أن تسر لصديقك بخيبة أملك، إذ لم تحصل على تذكرة تنقلك إلى بلادهم، لتحصل على الذنوب لتشعر بالراحة.
أنت.. متى تتوب؟