لم تكن مفاجأة تلك الأرقام التي أفصح عنها التقرير العربي السادس للتنمية الثقافية، بعد أن أعلن الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي منيرة الناهض، عن تسجيل نحو 3 ملايين عاطل عن العمل في سورية خلال الربع الأول من العام الحالي، وهو ما رفع نسبة البطالة إلى 45%.

الناهض، التي أعلنت عن بعض النتائج التي خلص إليها التقرير السادس، قالت إن النتيجة الأبرز من خلال الدراسة التي أجرتها مؤسسة الفكر العربي، تقود إلى أن الترابط بين التعليم والبحث العلمي وأسواق العمل والتنمية يكاد يكون مفقودا أو ضعيفا.

وشددت الناهض على أن هناك مساحة كبيرة للإصلاح والتطوير يبنغي ارتيادها، وأن التقرير الأخير لـ"فكر"، يشخص كل جوانب الأزمة التي يعاني منها التعليم والبحث العلمي.

ورغم أن الاقتصاد التونسي حصل على شهادات دولية كبيرة بمتانته، إلا أن ذلك لم يكن حائلا دون ثورة شعبية، كان قوامها خليطا بين شباب متعلم وآخر عاطل عن العمل، وهو ما فسرته المؤسسة في تقريرها بوجود تناقض يستدعي سبر أغواره عبر المختصين في هذا المجال.

ولفتت الناهض إلى بعض المشكلات الاقتصادية التي قد تسهم في زيادة أعداد العاطلين عن العمل. وتطرقت لهروب الاحتياطات الأجنبية النقدية من مصر، الذي انخفض إلى 18 مليار دولار بعد أن كان يستقر عند حاجزالـ35 مليارا عشية ثورة 25 يناير.

أما عن الوضع في المملكة العربية السعودية، التي جاءت من ضمن 7 دول سعى الباحثون لتشخيص أوضاعها في إطار بحث مشكلة البطالة، فتبرز من أهم المآخذ ضعف أعداد خريجي الكليات الصحية الذين تصل نسبتهم إلى 7.5% مقارنة بالمعدل في الولايات المتحدة الأميركية الذي يلامس الـ15%، وأشار التقرير إلى أن الرياض تعاني نقصا في تأهيل المتخصصين الصحيين، وأن أرقامهم لا تصل لنصف الاحتياج المطلوب، خلافا لتأهيل المهندسين، الذي يستحوذ على 45% وهو أكثر من المتوسط العالمي.