أدى خلاف مالي بين ملاك مدرسة خاصة للتوحد بتبوك إلى إغلاقها وحرمان الطلاب من إكمال دراستهم، الأمر الذي تسبب في استياء أهالي هؤلاء الأطفال ومطالبتهم بإعادة افتتاحها مرة أخرى، حيث إن المدرسة تعتبر أول مركز متخصص بالتوحد في المنطقة.

وقالت "أم تركي، وهي والدة أحد أطفال التوحد، إنه "منذ فترة طويلة ونحن ننتظر افتتاح هذا المركز لحاجة أولادنا له" واصفة الطريقة التي أقفل بها المركز بالـ"تعسفية". وأضافت "أطفالنا التوحديون بحاجة إلى تدريب يومي ونطالب بحل المشكلة المالية بعيدا عن المركز الذي استفاد منه الأطفال بصورة ملحوظة".

وتشاطرها الرأي "أم محمد" حيث أكدت "بعد أن أغلق المركز، لاحظت انتكاسات سلوكية على طفلي بعد أن تجاوزها.. الطفل التوحدي يتأثر سلوكه أثناء جلوسه داخل المنزل، وقد عاد طفلي للصراخ والقفز طوال الوقت، ولا يستجيب لمطالبي، بعد أن لاحظت تحسنه داخل المركز".

"الوطن" تواصلت مع مديرة المدرسة سحر الهوساوي لمعرفة أسباب إغلاق المدرسة، حيث أكدت أن هناك خلافا مع شريكتها، وقالت "تقدمت شريكتي للمحكمة بعد أن اعترضت على لوحة المدرسة والتي تعتبر من شروط الموافقة على إصدار الترخيص مما جعل القاضي يحكم بإقفال المدرسة".

وأضافت الهوساوي "قدمت شيكا بقيمة المبالغ التي قامت بدفعها شريكتي لفض الخلاف"، لافتة إلى أنها لم تصل إلى حل بديل غير إغلاق المدرسة بعد رفض تلك الحلول. وأكدت أن المدرسة مرخصة من جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة.

وبينت هوساوي أن إغلاق المدرسة تسبب في تضرر نحو 65 طفلا توحديا كانوا بحاجة ماسة للتأهيل، مستدركة بأنها تسعى حالياً لاتخاذ الخطوات التي تساعدها على افتتاح المدرسة مجدداً.

وحول فكرة إنشاء المنشأة، ذكرت الهوساوي أنها قبل البدء بمشروع المدرسة كانت تقوم بتدريبهم تدريبا ذاتيا داخل منزلها بتعاون مع "المستشفى العسكري" الذي كان يوجه لها حالات التوحد، إلا أنه مع تزايد الأعداد، واستجابة الأطفال معها قامت بفتح المدرسة، بموافقة من أهالي التوحديين.

وأشارت إلى أن المدرسة تركز على الأطفال الذين لا يتأقلمون مع الدمج، وترفضهم المدارس العامة بسبب سلوكيات خاطئة، فيتم تأهيلهم وتدريبهم، ومن ثم دمجهم.