شرائح قليلة من مجتمعنا توجد في "تويتر" وبالإمكان نسبها لفئة المعوزين، غالبية المصنفين على أنهم من رواد الشبكة الدائمين منتمون للطبقة "المتوسطة" وما فوق.. المواطن الكادح لا وقت لديه يمزقه في وسوم يومية مواكبة "لأسخف وأبسط التفاصيل الصباحية والمسائية" ويتداعى لها المئات للتعليق، ثم يأتي حساب يدعي التخصص يقدم إحصائية بأن الآلاف مروا من هنا..!
أهم صورة للمشهد بعد تطبيق قانون مكافحة الإرهاب وإغلاق أكبر بوابات الاختراق النفسي المعتمد لتحطيم معنويات شعب وأمة، تحمل مفارقة أن المغردين السعوديين ـ وتزعم بعض الإحصاءات أن عددهم بالملايين ـ هم في الأصل مهما كان اشتداد الهجمة يتجنبون تلك الوسوم المسمومة ولا تغريهم باستثناء "مغردون للوطن وقلة من المتذمرين"، والعزوف لافتقارهم أدوات المدافعة والمنافحة، أو لأنهم غير مهتمين بالتفاصيل المرتبطة بالسياسة والعقيدة والتنمية وهي محل المجادلة والتراشق وبالتالي: يوجدون لغايات ليس منها المدافعة عن الوطن، إذن فليس لهم سوى "قتل الوقت في وسوم التفاصيل التي تتناول المزاج والعادات والتقاليد واليوميات البسيطة والتوجهات الشخصية"، وستجدون عناوين هذه الوسوم يمين الشاشة في حال فتح الشبكة الاجتماعية تويتر.. وهي كافية لتوضيح حجم الغزو العدواني الغادر الموجه قبل القرار.
الراصد يوميا يعلم جيدا أن "الشريحة الأكبر من شباب وفتيات الذين ينتمون للطبقة المتوسطة وما فوق لا يفوتون وسما دون تسجيل ولو تغريدة واحدة فيه".
أين من اعتصروا بمخاضهم المريض لإيصال وسم واحد فقط سمي "الراتب ما يكفي"؟ لو لم يكن أن من قطعت أصابعهم الإرهابية ومن دعموهم من الخارج، هم من تناوبوا عليه حتى يستعمله الإعلام الأجنبي لما ظهر، رغم كون صحف الغرب الليبرالية التي تتحول حين تتناول العرب والمسلمين إلى صحافة صهيونية بامتياز تفبرك وتدعي المعرفة، ولكن في مسألة هذا الوسم المسموم بامتياز كان يراد له أن يصل إلى "الترند" الإقليمي أو العالمي "ذروة" تعتبر أحد مقاييس الرأي العام، ولا يهم هنا كم نسبة الأكاذيب والتزوير والمشاركة الخارجية والحسابات الوهمية والمتعددة لشخص واحد، المهم "اكذب حتى يصدقك الأغبياء والعملاء فقط".
برزت وانكشفت أكثر حسابات الفتنة من الخارج في تويتر وبعد زوال المرتزقة والمتكسبين من ثرواتهم للفترة الماضية، التي شنت فيها الحروب الافتراضية المفتعلة من الداخل ضد السعودية والخليج، خاصة بعد سحب السفراء من قطر.. حتى "المدرعم" غاب وكان يرفع نسبة المشاركة بوجوده مع الأكثرية وليس لأنه يحمل نفس الفكر، بل لأنه تافه ويحتاج برامج ترتقي بتوجهاته وتصوغ هويته الوطنية..
برز المزاج السعودي المترف.. عادت الوسوم والتغريدات لتقدم الواقع العادي لغالبية السعوديين، وتعكس حقيقة أن غالبيتهم وسط هذا الدمار العربي الشامل وبالمقارنة حتى مع دول الخليج هم مترفون.. وبخير..!