تصاعدت حدة المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثيين وتحالف جبهة "حاشد" الذي يضم مجاميع من حاشد وقبائل أخرى، بالترافق مع تراجع مساعي اللجنة الرئاسية المكلفة بتطبيع الأوضاع الأمنية بصعدة في تسوية الصراع المتصاعد بين الحوثيين وأنصار التيار السلفي بمنطقة دماج بصعدة، شمالي البلاد.

وأكدت مصادر قبلية في جبهة حاشد لـ"الوطن" أن القبائل المتحالفة ضد الحوثيين رفضت عرضا من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي لوقف القتال وإبرام هدنة تتخللها عملية انسحاب للحوثيين من بعض المناطق، مشيرة إلى أن التحالف رفض أيضا عرضا بوساطة رئاسية لتسوية الصراع المتصاعد منذ أشهر بين الجانبين. ونفت المصادر اشتراك قوات من الجيش في المواجهات المحتدمة التي تخوضها قبائل تحالف جبهة حاشد ضد الحوثيين، مؤكدة أن مجاميع قبلية مناهضة للحوثيين تواصل تقاطرها على جبهة حاشد للمشاركة في الحرب ضد الحوثيين.

من جهة أخرى تراجعت مساعي الوساطة الرئاسية الهادفة لتسوية الصراع بين الحوثيين والسلفيين بمنطقة دماج بصعدة عقب تجدد المواجهات بشكل متقطع ورفض طرفي الصراع الانصياع لتوجيهات اللجنة بوقف إطلاق النار وإخلاء المواقع التي يتمركز فيها مقاتلو الطرفين لنشر قوات عسكرية فيها تمهيدا لإبرام تسوية نهائية ملزمة للجانبين.

على صعيد آخر اغتال مسلحون يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة أمس العقيد الركن أحمد محسن المرفدي، قائد اللواء 37 مدرع للشؤون الفنية عندما اعترضوا طريق سيارته بمنطقة الخشعة وسط مدينة القطن بحضرموت، شرقي البلاد، وأطلقوا عليه النار. كما قتل في الحادث مرافقه وابنه قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار.

وقال مسؤولون محليون إن الحادث الذي يحمل بصمات مسلحي تنظيم القاعدة أدى كذلك إلى مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة مواجهات بين المسلحين ومرافق العقيد المرفدي.

إلى ذلك، منعت السلطات اليمنية اعتبارا من أمس سير الدراجات النارية في صنعاء لتجنب استخدامها من قبل مرتكبي الاعتداءات لتسهيل فرارهم. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن منع استخدام الدراجات النارية بصنعاء يسري اعتبارا من الأحد وحتى 15 ديسمبر الجاري، تطبيقا لقرار اللجنة العليا للأمن الهادف إلى "بسط الأمن والاستقرار". وأفاد شاهد عيان أن المنع طبق بشكل كامل في العاصمة التي خلت شوارعها أمس من الدراجات النارية.