أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الكويت أمس أن الاتفاق حول البرنامج النووي لبلاده يصب في صالح دول الخليج، مؤكدا رغبته في القيام بزيارة إلى المملكة.

وأضاف بعد لقائه نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح أن "تسوية هذه المسألة تصب في صالح جميع دول المنطقة، كما أنه لم يتم على حساب أي دولة فيها". وتابع ظريف "أطمئنكم بأن هذا الاتفاق يخدم الأمن والاستقرار بالمنطقة". وأوضح أن بلاده تسعى إلى فتح صفحة جديدة مع دول الخليج، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى سلطنة عمان بعد الكويت، ويرغب في زيارة السعودية لكن دون تحديد موعد لذلك.

وأضاف "تعتبر السعودية دولة مهمة وصاحبة نفوذ في المنطقة".وحول الاتفاق مع القوى الكبرى، أوضح ظريف أن "إيران ستلتزم تطبيقه رغم أنه لا يلبي طلباتها بشكل كامل".

وتابع "سنقوم بتطبيقه ونعتقد بأن تطبيقه سيساهم في بناء الثقة".

وكان وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قام الخميس الماضي بزيارة رسمية إلى طهران؛ حيث أكد رغبة بلاده في "تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة" من أجل "تعزيز الروابط في جميع الميادين وخصوصا نشاطات القطاع الخاص مع إيران".أما بالنسبة لسورية، فأكد ظريف أن "الخيار السياسي" هو الحل الوحيد للنزاع بسورية، وحذر من أن الحرب الأهلية قد تؤدي إلى انتشار التطرف والطائفية في المنطقة. وقال "نعتقد بأن مستقبل سورية يحدده الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع فقط.

لا حل للأزمة إلا عبر تسوية سياسية فالحل العسكري وهم"، مبينا استعداد بلاده للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 "إذا تلقت دعوة" لكنها ترفض أي شروط مسبقة لذلك.

من جهة أخرى، كشف مسؤول إيراني أمس عزم بلاده على بناء محطة نووية مدنية ثانية في بوشهر اعتبارا من العام 2014 بمساعدة روسيا.

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، كما نقل عنه الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني، "سنشهد السنة المقبلة بداية أعمال لبناء محطة نووية جديدة في بوشهر" على ساحل الخليج.

وهدف المحطة النووية في بوشهر إنتاج الكهرباء ولا تثير قلق الدول الغربية التي أعلنت أن إيران بإمكانها القيام ببرنامج نووي مدني.وأضاف صالحي "نحن نجري مفاوضات مع الروس لبناء (محطات نووية) بقدرة إجمالية تبلغ أربعة آلاف ميجاواط وهم مستعدون لبنائها لنا".

وأوضح أنه في مرحلة ثانية، تريد إيران إضافة قدرة إجمالية بخمسة آلاف ميجاواط على محطاتها النووية. وقال إن إيران بحاجة لتطوير برنامجها النووي وخصوصا تخصيب اليورانيوم لتزويد "محطاتها بالوقود اللازم".

في غضون ذلك، قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن مبعوثين من إيران وست قوى عالمية سيجتمعون الأسبوع الحالي لبدء تحديد خطوات تنفيذ اتفاق جنيف، مشيرا إلى أن طهران تتوقع ردا قريبا من الدبلوماسية الكبيرة بالاتحاد الأوروبي هيلجا شميت. وأضاف "من المفترض أن تدعونا شميت هذا الأسبوع، ومن المرجح أن يتفاوض خبراؤنا خلال الأيام المقبلة في جنيف أو فيينا للتوصل إلى آلية للتنفيذ".

وأضاف أن الاتفاق لن يكون ملزما قانونا وسيكون لإيران الحق في الرجوع عنه إذا لم تنفذ القوى العالمية ما عليها في الاتفاق. وتابع "في اللحظة التي نشعر فيها أن الجانب المقابل لا يفي بالتزاماته أو أن أفعاله تقصر (عما ينبغي) سنعود إلى موقفنا السابق ونوقف العملية.

لسنا متفائلين بأي حال بخصوص الجانب الآخر، نحن متشائمون، وأبلغناهم أننا لا يمكننا الوثوق بهم". ووصف دبلوماسي غربي كبير مرحلة تنفيذ الاتفاق بأنها "بالغة التعقيد والصعوبة".