جفون العين لها وظيفة هامة وهي حماية العين من المخاطر والمؤثرات الخارجية كالأتربة والأجسام الغريبة التي قد تؤثر على سلامة العين، لذا فأي خلل وظيفي بحركة الجفون أو شكلها قد يؤثر بطريقة مباشرة على سلامة العين، ونتيجة لهذا الخلل تأتي مشكلة ارتخاء الجفون في الأطفال والكبار في مقدمة الأعراض التي لا يجب التغاضي عنها.

ويقول زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية ورئيس وحدة جراحة وتجميل الجفون والكيس الدمعي وأورام العين في مستشفى المغربي الدكتور صبري محمد بريدان: الجفون عبارة عن زائدتين من الجلد الرقيق علوية وسفلية، مبطنتين من الداخل بغشاء شفاف يسمَّى "الملتحمة"، ويتحرك الجفنان فوق مقلة العين، وحينما يقتربان من بعضهما بعضا تغلق العين، وبذلك تحميان ما خلفهما عند النوم أو عند أي إحساس بالخطر، وتحمل حافة كل جفن مجموعة من الأهداب في أكثر من صف، وهذه الأهداب عبارة عن شعيرات قوية بالغة الحساسية لأي شيء يمر عليها أو يلامسها مهما كانت درجة رهافته، ولذلك فإنه عند تعرض الأهداب للاهتزاز فسرعان ما ينطبق الجفنان وتغلق العين ويبتعد الرأس والجسم عن موضع الخطر.

وتتحرك الجفون من حين لآخر حركة تلقائية ذاتية، وهذه الحركة ضرورية لعدة أسباب، وهي ضمان توزيع السائل الدمعي وإفرازات الغدد الدمعية على سطح المقلة مما يجعلها دائما رطبة ولامعة. وإزالة الأجسام الغريبة والشوائب من على سطح المقلة، والتخلص منها عن طريق دفعها من الدموع إلى الكيس الدمعي. وتؤدي حركة الرموش المستمرة إلى إعطاء الشبكية فترات من الراحة لا تتعرض خلالها للضوء.

وعن ارتخاء جفون العين، يوضح الدكتور صبري أنه يقصد به ارتخاء جفن العين "العلوي" فقط، حيث إن هناك عضلة رافعة له تسمَّى "العضلة الرافعة الجفنية" تقوم برفع الجفن إلى أعلى.

وفي الأحوال الطبيعية يغطي الجفن العلوي نحو 2 ملليمتر أو خمس القرنية فقط عندما ينظر الإنسان إلى الأمام فإذا غطى الجفن العلوي أكثر من ذلك فهذا دليل على أن الجفن ليس بحالة طبيعية، وقد يرتخي الجفن العلوي في بعض الحالات حتى يغطي إنسان العين فيحجب الرؤيا ولا يبصر المصاب إلا إذا رفع جفنه بيده. وارتخاء الجفن "البسيط" يغطي الجفن نحو 4 ملليمترات من القرنية، و"المتوسط" يغطي أكثر من 6 ملليمترات أي يغطي نصف حدقة العين، أما النوع "الشديد" فيغطي أكثر من 8 ملليمترات أي يغطي حدقة العين بالكامل، وقد يكون ارتخاء الجفن في العينين وخصوصا عند الأطفال وربما يصيب عيناً واحدة فقط. وتعد مشكلة ارتخاء الجفون من أكثر أمراض الجفون انتشارا، وقد يكون هذا الارتخاء خلقيا، حيث تظهر أعراضه بعد الولادة مباشرة وهو أكثر الأنواع شيوعا، أي يُولد به الطفل، وأسبابه ترجع إلى غياب أو ضعف أو شلل العضلة الرافعة الجفنية المسؤولة عن رفع الجفن، وعادة ما يكون بسيطا ووراثيا، حيث تلعب الوراثة دورا كبيرا في حدوثه، كما إن إصابة الأم ببعض الحميات أو تناولها بعض الأدوية في أثناء الحمل قد يساعدان على حدوثه، وغالبا ما يحدث هذا النوع مصحوبا بعلل أخرى مثل عدم القدرة على تحريك العين لأعلى، أو وجود ثنيات جلدية زائدة فوق القنطرة الواسطة للجفون، ومن المعتاد في هذه الحالات أن يكون الارتخاء في جفني العين لا في جفن واحد.

وقد يكون مكتسبا نتيجة كدمة لجفن العين أو ضعف بالعضلة العلوية الرافعة للجفن (وهو من أكثر أسباب ارتخاء الجفن في المرضى الكبار)، وقد يحدث الارتخاء أيضا نتيجة ضعف العصب الثالث أو نتيجة مرض عضلي بالجسم، ويجب الإسراع بالذهاب إلى الطبيب المختص في حالات ارتخاء الجفون، خصوصا لدى الأطفال، حيث إن ارتخاء الجفون في الأطفال قد يتسبب في ضعف قوة الإبصار فينشأ عنه كسل وظيفي بالعين، خصوصا إذا كان الارتخاء شديدا ويغطي بؤبؤ العين، حيث إن تطور النظر يتم في السنوات الأولى في حياة الطفل، وينبغي أن يكون البؤبؤ غير مغطي بالجفن. ومن الممكن أن يسبب ارتخاء الجفن في الكبار أيضاً إعاقة الرؤية فضلا عن تغييره للشكل الجمالي لجفن العين.

وأوضح الدكتور صبري طرق علاج ارتخاء الجفون التي تبدأ بالفحص الإكلينيكي الكامل للعين. وهناك العديد من الطرق الجراحية لإصلاح ارتخاء الجفن منها ما هو "أمامي عبر الجلد" ومنها ما هو "خلفي عبر الملتحمة"، ويتم علاج معظم الحالات جراحيا تحت مخدر عام في الأطفال أو مخدر موضعي في الكبار وتستغرق العملية حوالي 30 دقيقة.

وبين بريدان أن الجديد في جراحة ارتخاء الجفون (الناتجة عن ضعف وانفصال العضلة العلوية الرافعة للجفن) هي الجراحة عن طريق شق جراحي ضيق جدا من 8 -10 مم بدلا من الطريقة التقليدية التي يكون فيها الشق الجراحي كبيرا إلى حد ما من 20 - 22 مم، وتتوقف نسبة نجاح العملية على اختيار الطريقة الصحيحة حسب نوع ودرجة الارتخاء.

وتعتبر العملية الجراحية ناجحة عندما يكون ارتفاع الجفن بعد العملية أقرب ما يكون لارتفاع الجفن السليم مع الحفاظ على الشكل العام للجفن.