لن تنجح الرياضة السعودية وخصوصا كرة القدم وهي تتعامل مع كل أحداثها بالسرية والتعتيم والرأي الفردي والحزبيات على مستوى الأندية والاتحادات، لأن هذا زمن ولى، ونحن نعيش مرحلة جديدة تتسم بأمور عدة، أهمها الشفافية والصراحة والمباشرة والوضوح.

كثير من الشركات والمؤسسات المالية والخدمية العملاقة في المملكة تنشر على مواقعها الإلكترونية محاضر اجتماعات الجمعية العمومية ومحاضر مجلس الإدارة والقرارات الصادرة والتعاميم بكل وضوح وبشفافية عالية.

موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم ينشر القرارات والتعاميم والمحاضر للكونجرس واللجنة التنفيذية دون تردد وبكل التفاصيل الدقيقة للمحاضر ودون خوف من أحد أو ارتباك من قرار أو ضعف من مواجهة.

صحيح أن هناك أسرارا في العمل ولكن الأسرار هذه هي الأمور الشخصية البينية أو استراتيجية تحقيق الهدف، أما آلية العمل والأساليب المتبعة في العمل الإداري فهذه ليست من الأسرار في شيء، والمؤسسة التي ترغب في النجاح والتطور وتبحث عن المصداقية ليس أمامها ونحن في العام 2014 إلا كشف كل أوراقها ومحاضرها وليس ثمة شيء (يخوّف) لأن الأصل أن كل الأعمال تتم بآلية واضحة وفقا لمنهجية عمل هذه المنشأة وهو ما يسمى بالعمل المؤسساتي.

ولكن الذي يحدث أن هناك تجاوزات، تتبعها تجاوزات، تتبعها اختلافات ثم تحزبات ثم مؤامرات، وعندها تتراكم الأخطاء ويصعب معها كشف الأوراق لما سيترتب عليها وعلى الأشخاص أصحاب العلاقة من مشاكل وتبعات، ولذلك يحاولون لملمة الأوراق والتخفي وعدم المباشرة والوضوح لعل وعسى تنتهي الحالة دون أن تظهر للرأي العام وتتم مناقشتها وفضح أصحابها.

نحن مجتمع جديد على الممارسة الصراحة والوضوح، ولم نعتد في حياتنا كل هذه الشفافية، لكنني أقول أن نبدأ بممارسة الشفافية أفضل من أن ننتظر حتى تتراكم وتتضاعف الأخطاء والتجاوزات وعندها سيكون (القطار) قد فات، والوضع الإعلامي الرياضي لم يعد يحتمل مزيدا من التهييج والاحتقان والتشكيك.

لا بد أن يؤمن أصحاب القرار الرياضي وخاصة في اتحاد كرة القدم، بأن الزمن اختلف والوضع لم يعد يسمح إلا بكشف كل شيء للوسط الرياضي حتى لا يتحمل أي شخص مسؤولية أي أمر أو أخطاء ليس له ذنب فيها وقد لا تكون له علاقة مباشرة بها ولكن (سكوته) قد يكلفه في زمن الانفتاح الإعلامي توجيه التهمة له.

أنتظر بفارغ الصبر الموقع الإلكتروني للاتحاد السعودي لكرة القدم، ليس لكي أقارنه تقنيا وشكليا بموقع فيفا أو الاتحادات الأوروبية، ولكن لكي أقارنه بالمحتوى ومدى الشفافية المطروحة فيه ومدى عرض الحقائق والوثائق بأريحية وعدم خوف أو تردد أو ارتباك، وليس هناك مشكلة إطلاقا في أن يخطئ المجتهد وهو يمارس الشفافية بروح عالية، ولكن الكارثة أن يختبئ بين الأوراق والتعاميم والقرارات في محاولة منه لتضليل الرأي العام وإخفاء الحقيقة.

أختم بالقول إن على أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الذين أكن لهم كل تقدير، الاطلاع على موقع فيفا وأي مواقع للشركات العملاقة في المملكة ومشاهدة كيف تمارس الشفافية فيها على الأقل في الحد الأدنى المطلوب، وأن تكون الشفافية هدفا استراتيجيا للاتحاد مع بداية تشغيل موقعه الإلكتروني.