وما كنا نعتقده بالأمس "نكتة" أصبح اليوم "حكاية"، فنكتة التاجر الذي قرر إنشاء مدينة ترفيهية ثم جعل رسم الدخول 50 ريالا ولأن أحدا لم يقبل عرضا كذلك فقد خرج التاجر من الغد بعرض جديد يفيد أن "الدخول مجانا"، وحين اكتظت مدينته الترفيهية بالناس أقفل بابها الخارجي ثم وضع لافتة جديدة تفيد بأن الخروج بـ500 ريال! كنت أعتقد أن ذلك التاجر لا يوجد إلا في النكت ليس إلا، إلى أن اكتشفت مؤخرا أنه يعيش علينا ويتكاثر بيننا وله أيضا نسخ كثيرة متطابقة من حولنا!

إليكم إذن نسخة أولى طبق الأصل، حاول الآن أن تشترك في إحدى الخدمات على هاتفك الأرضي كل ما عليك هو الاتصال بخدمة العملاء ثم طلب الخدمة وستكتشف أنه تم تفعيلها قبل أن تغلق السماعة، وهكذا كان دخولك بكل يسر وسلامة الآن حاول الخروج الآن كأن تلغي الخدمة عن هاتفك اتصل بنفس الشخص السابق جرب لا سمح الله أن تطالبه بإلغائها ثم عليك أن تنصت لخطبة الموظف الطويلة والعريضة التي يطالبك فيها بضرورة أن تذهب بنفسك لأقرب فرع لإلغاء الخدمة لأسباب تتعلق باحترام خصوصيتك! وهي ذات الخصوصية التي سحقت سحقا حين تم تفعيل الخدمة!

هاكم نسخة ثانية طبق الأصل تكتشف بالمصادفة البحتة أن مصرفك المفضل قام بإصدار "بطاقة ائتمانية مسبقة الدفع" باسمك منذ أكثر من عام، هذا وأنت لا تعرف من أنواع البطاقات في هذه الدنيا سوى هويتك الوطنية ورخصتك المنتهية! ستتمكن من إلغاء تلك البطاقة اللعينة لكن ليس قبل أن تصاب بالحمى وتهيج القولون والتهاب المفاصل وقبل أن ينقص وزنك أكثر من 10 كيلوجرامات مرة واحدة!

هل تريدون نسخة ثالثة، دون أن تعلم فإنك قد اشتركت مرغما في إحدى خدمات شركة الاتصالات التي تمدك بالخدمة، ستداهمك رسائلها في الظهر وفي الفجر وحين تمسون وحين تصبحون، ودون أن تعلم أيضا فإن هذه الخدمة تقتطع مبلغا شهريا يضاف إلى فاتورة حسابك! ولأنك ستضيق ذرعا بكل ما سبق، ستحاول الآن أن تلغي الخدمة، جرب أن ترسل للرقم السابق كل حروف اللغة العربية مع كل حروف اللغة الصينية، سينتهي النهار وأنت في محاولاتك الدؤوبة تلك، إلا أن نغمة رسائل الخدمة لن تغادر أذنك حتى بداية الأسبوع القادم!