طالب الدكتور محمد آل زلفة بلديات المناطق بتسمية بعض الشوارع الرئيسة بأسماء المشاركين من أبناء القبائل الذين كان لهم إسهام كبير في توحيد المملكة، معداًّ أن "أولئك الأبطال شيوخاً ورجالاً محاربون لهم كل الحق أن نتذكرهم، فنذكرهم ونوصي المجالس البلدية وبلدية رجال ألمع والبلديات التابعة لها أن تخصص شوارع وميادين، بل وحتى مدارس تحمل أسماء هؤلاء الأبطال، فلهم في أعناقنا دين علينا مسؤولية الوفاء به". وأشار آل زلفة وهو يتحدث مساء أول من أمس في افتتاح الموسم الجديد لـ"مجلس ألمع الثقافي" بمحافظة رجال ألمع إلى أن المشاركيين من الألمعيين مع العسيريين الذين حشدهم الأمير عايض بن مرعي، في معركة "رغدان" ببلاد غامد ضد الجيش المصري بقيادة أحمد باشا أكثر من 1000 مقاتل، وأسر حوالي 700 من قبائل رجال ألمع، ما أدى إلى تحرك بن مرعي في اتصالات مع القائد المصري للإفراج عن الأسرى دون شروط. وتوقف آل زلفة في محاضرته التي حملت عنوان (رجال ألمع في التأريخ) وأدارها الدكتور أحمد آل فائع، عند مشاركة رجال ألمع في أحداث منطقة عسير التي امتدت إلى حين دخولها ضمن الوحدة الوطنية لهذا الوطن، لافتا إلى أن رجال ألمع كانت لهم مشاركة فاعلة مع قبائل المملكة في الحرب السعودية اليمنية عام 1352، مؤكدًا بأن لديه سجلاً بأسماء محاربي قبائل رجال ألمع وأسماء مشائخ القبائل وأسماء الفخوذ والقرى التي ينتمون إليها، موضحًا بأنه كان للقضاة من أسرة آل الحفظي مساهمة في هذه الحروب ومن بينهم المستشار الشرعي للجنة التي شكلت لوضع الحدود بين المملكة واليمن القاضي إبراهيم الحفظي.

وذكر آل زلفة أن ديرة رجال ألمع تمتد على سفوح الطور الغربية مما يصاقب بلاد عسير من جنوبها إلى شمالها. وأورد ما ذكره فؤاد حمزة في كتابه "بلاد عسير" "وألمع تابعة لعسير اسما في هذه الأيام" يقصد حين جمع مادة الكتاب الموضح عنوانه أعلاه، وذلك في عام 1352 وقد كانت تابعة لها أيام سلطانها وغلبتها، وكانت الحكومة العثمانية قائمقامية مرتبطة بمركز المتصرفية في أبها، وهي في وقتنا الحاضر – عام 1352 - قضاء تابع لإمارة أبها. ثم أصبحت إمارة، ثم محافظة، وهي في الوقت الحاضر إحدى أكبر محافظات منطقة عسير. وقد قدر حمزة عدد سكان رجال ألمع عام 1352 بما يترواح بين 30 - 40 ألف نسمة، وعدد غزو كافة قبائل ألمع 700 غاز أو مجاهد على حد تعبير حمزة.

كما تطرق آل زلفة لكتاب "عسير قبل الحرب العالمية الأولى" للسير كينهان، كورن واليس، وهو واحد من أبرز رجال المخابرات البريطانية كلف بدراسة شاملة عن منطقة عسير قبل الحرب العالمية الأولى، واستشهد بما أورده عند حديثه عن رجال ألمع "رجال ألمع من أن عددهم ليس كبيرا مثل بعض القبائل، ويمكن أن تجند 17000 من الرجال وقت الحرب إلا أنها مشهورة بإقدامها وشجاعتها وعنفها وصلابتها، وإن وحدتها الداخلية جعلتها من أشهر القبائل قوة ومنعة". وفصل في تاريخ القبيلة، وفخوذها ومناطق إقامتها، وما تشتهر به كل قبيلة وعن نشاطها التجاري مع الموانئ الرئيسة في الجزء الجنوبي الغربي من البحر الأحمر مثل ميناء جازان والحديدة وعدن، وامتد نشاطهم التجاري إلى الموانئ الأفريقية، خاصة جيبوتي، حيث كانوا يشترون جميع أنواع الأسلحة.

المحاضرة أعقبتها عدة مداخلات وتعليقات من بعض الحضور، لتبدأ السمرة الألمعية بتقديم علي مغاوي، عن دور وشعر الشاعر الشعبي محمد الهازمي، واستعرض الشاب عبدالله القيسي نماذج من شعر الهازمي بمشاركة ناصر صالح، وسعد الألمعي، ويحيى إبراهيم.