علي مشبب آل عبود



أعلم كما يعلم الجميع أن هناك أعداداً كبيرة ممن لم يكتب الله لهن الزواج من بناتنا في المملكة العربية السعودية، وكذلك ممن هنّ طليقات لأزواج سابقين.

ولكن ما فاجأني وأذهلني هو إحصائيات أعداد هؤلاء الكريمات، ورجوت أن تكون تلك الأرقام مغلوطة، أو مبالغاً فيها من قبل من قاموا بإحصائها.

تقول الإحصائية إن هناك أكثر من مليون فتاة عانس (أي لم يسبق لها الزواج)، قد تجاوزن سنّ الثلاثين!

وأنّ نسب الطلاق في عشرة الأعوام الأخيرة قاربت الـ60% من إجمالي الزواجات!

العنوسة والطلاق موضوعان شائكان ومتشعبان، ولكن أريد الحديث في هذه المساحة المختصرة فقط عن علاقة أولياء أمور البنات بهذه النسب، وعدم استشعار (بعضهم) لهذه المسؤولية أمام الله، وإنما كل ما يفكر فيه – أي ولي الأمر - هي الأمور المادية، أو المصالح الاجتماعية وما يتبعها.

إن الأمور المادية والمطالبات والشروط المبالغ فيها التي تفرض على راغبي الزواج، من شأنها أن تكون سبباً في تعطيل زواج البنات، وإن تم ذلك الزواج فقد تتراكم المشاكل مع مرور الوقت وتصبح سبباً في الطلاق.

الزواج قسمة مقدرة من الله عز وجلّ، ولله حكمة في كل ما قدّر، والخير دائماً فيما اختاره الله للعبد، ولكن ذلك لا يبرر للآباء والإخوة تعقيد زواج بناتهنّ وأخواتهنّ.

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في بيتي هذا: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به". رواه مسلم.