في مثل هذه الأيام من العام القادم، تبدأ أولى الأندية الأدبية في تشكيل مجالس مرحلتها القادمة، وفقا للائحة الجديدة التي يعلق عليها المثقفون والأدباء آمالا كبيرة في تلافي ما وقعت فيه اللائحة السابقة من أخطاء أسهمت في عزل المثقفين والأدباء الحقيقيين عن محيطهم الثقافي، وأنديتهم الأدبية، إذ جاءت الانتخابات بمن لا علاقة لهم بالأدب ولا بالثقافة.

مجالس الأندية في هذه الدورة التي دخلت منعطفها الأخير، تشكلت كما أراد لها المتكتلون، وفقدت كثيرا من الأندية وهجها عندما لم تعد مقصدا للمثقفين والأدباء الحقيقيين الذين عزفوا عنها، ودبت الصراعات والخلافات بين من تكتلوا للوصول إلى غايتهم، فاللائحة التي جاءت بهم لم تميز بين مثقف حقيقي عُرف بإنتاجه الأدبي والثقافي، شاعرا أو مؤلفا أو قاصا أو صاحب تجربة إبداعية وحضور فاعل في المشهد الثقافي، وبين متسلق لم يشفع له في الوصول إلى الأندية الأدبية سوى مؤهله اللغوي.

ومن تلك الإشكاليات التي واجهت عملية الانتخاب "التكتل" الذي نشأ من كون المرشح لديه فرصة التصويت لعشرة أعضاء، ولكي تحول اللائحة الجديدة دون التكتل يجب ألا يمنح العضو هذا العدد من الأصوات.

لا ننكر أنه في هذه الدورة وصلت المثقفات إلى عضوية مجالس الأندية الأدبية، ولكن هذا الصورة الجميلة لم تكتمل، فالمرأة في بعض الأندية، وبشهادتها لم تمارس حقها الطبيعي كعضو، ولاقت من التهميش والإقصاء ما جعل كثيرا من النساء يفكرن جديا في مغادرة مواقعهن وإعادة التفكير في خوض التجربة مستقبلا.

لا شك أن هذه التجربة في مسيرة الأندية الأدبية بإيجابياتها وسلبياتها، ينبغي أن تكون درسا يستفاد منه في المرحلة القادمة، وهناك تفاؤل كبير في الوسط الثقافي بمشروع اللائحة الجديدة التي يؤمل أن تكون نقاط الترشيح "فلترا" حقيقيا يتيح فقط للمثقفين والأدباء الوصول إلى مواقعهم في الأندية الأدبية، وتسد كل الثغرات التي جاءت بأولئك القوم.