أكد السفير الكوبي لدى المملكة إنريكي إنريكيث، أن بلاده ترفض رفضا قاطعا استمرار وجود المعتقل الأميركي سيئ السمعة "جوانتانامو"، الذي يقع على مساحة من أراضيها تحت سلطة وتصرف الولايات المتحدة. وقال خلال زيارة قام بها إلى مقر صحيفة "الوطن" في الرياض أول من أمس، إن كوبا حكومة وشعبا تقف ضد استمرار وجود هذا المعتقل، الذي وصف وضعه بـ"المؤلم جدا".

ولفت إلى أن ملف "قاعدة جوانتانامو" هو في صلب المباحثات مع المسؤولين الأميركيين سعيا لإغلاقه، مبديا أسفه من أن المحاكم الأميركية ترفض النظر في قانونية هذا المعتقل؛ بحجة عدم وجوده على أراضيها، بالرغم من أن السلطة في تلك المنطقة هي لواشنطن.

وبدا السفير الكوبي، مستاء من التخاذل الغربي تجاه معتقل جوانتانامو، رغم أن التقارير الحقوقية كافة، تتحدث عن عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان، فضلا عن وجود أشخاص لم تتم إحالتهم إلى المحاكمة منذ 11 عاما، مبينا أنهم في كوبا لا يعتقدون أن للولايات المتحدة الحق في تقييم واقع حقوق الإنسان في أي من دول العالم بالنظر إلى استمرار وجود هذا المعتقل.

وفي موضوع اقتصادي، كشف إنريكيث عن مناقشات تجري في بلاده لاستيراد المنتجات البتروكيماوية السعودية، معدّا ذلك بالباب الذي سيعزز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، داعيا في الوقت ذاته إلى الاستفادة مما تقدمه بلاده للاستثمار الأجنبي في المجالات السياحية والصناعية والزراعية. وأوضح أن هذه الدعوة للاستثمار في بلاده محل نقاش بين الحكومتين السعودية والكوبية في الوقت الحالي، مشيرا إلى التعاون الثنائي التاريخي بين البلدين، والجهود المبذولة في كل المجالات.

وفي الوقت الذي عدّ فيه السفير الكوبي أن البعد الجغرافي بين البلدين يحد من تقديم التسهيلات لاستيراد وتصدير بعض المنتجات، لم يفوت ما تشتهر به بلاده من إنتاج لـ"السيجار"، إذ قال إن معظم صادرات بلاده إلى المملكة تتمثل في السيجار، مبينا أن إنتاج السيجار في بلاده، الذي بدأ منذ أكثر من 200 عام، أصبح ثقافة يقصدها الكثير من السياح للوقوف على صناعتها.

وأشار إنريكيث إلى ما يقوم به صندوق التنمية السعودي من جهود ومشاركات في مشاريع متعددة في كوبا، مثل تحسين الأوضاع في قطاع الصحة والمياه في العاصمة هافانا، مؤكدا أن سفارته تقوم بمنح التأشيرات للسعوديين في فترة لا تتعدى الـ24 ساعة، وفي بعض الأحيان في اليوم نفسه.

وهنا تحدث السفير الكوبي عما تتميز به بلاده من جوانب سياحية، مؤكدا أنها تستقبل نحو 3 ملايين سائح عالميا، متطرقا إلى شواطئها الجميلة وأجوائها المعتدلة، وحسن استقبال وتعامل مواطنيه مع السياح. وأشار إنريكيث إلى التعاون المستمر بين الحكومتين في المجال الصحي، إذ قال أن يونيو الماضي شهد توقيع البلدين اتفاقية برنامج الطبيب الزائر، كاشفا عن اتفاقية أخرى يعتزم البلدان توقيعها خلال الفترة المقبلة، واصفا بلاده بالمتقدمة في مجال الرعاية الصحية.

وفي المجال الثقافي، وصف السفير الكوبي التعاون في هذا المجال بالناجح والمتطور، مشيرا إلى مشاركة المملكة في معرض الكتاب الدولي بكوبا، وحصولها على الجائزة الأولى، إضافة لزيارة فريق من الفنانين الكوبيين المعروفين إلى المملكة قبل أشهر.