لا أدري ماذا يريد أولئك حينما يضخمون أي قضية "سلبية" تختص بمبتعثين، ويحيكون حولها الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، ليهولوها ويجعلوا منها دليلا دامغا على "سلبيات" تسكن عقولهم وحدهم؟ يريدون أن يخفوا بها هذا المنجز الحضاري، الذي ليس له شبيه حتى اللحظة؟.
هل يريدون لمسيرة العلم أن تتوقف، بحجة "خطأ هنا"، أو اعتقاد خاطئ هناك؟! فيروج بعضهم لأخبار خاطئة تمس حياة المبتعثين، الذين تغربوا وتركوا بلادهم لنهل العلم، بعد أن منحتهم بلادهم باسم قائدها، ورائد نهضتها المعاصرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أثمن هدية يمكن أن يمنحها وطن لمنتميه من الشباب، تسهم في تنوير العقول، وترتقي بمكتسبات الأرض، وهي برنامج الابتعاث الخارجي.
ولا يكاد يمر أسبوع دون أن تتحدث صفحات الصحف، وشاشات العرض التلفزيوني عن مبتعثين، خاضوا غمار المنافسة العلمية الشريفة، وحازوا راية النصر ورفعوها عاليا يطرزها اسم الوطن.
إن ما يمارسه البعض، يذكرني بمن يبث الأخبار "المسمومة" ليقوض بها قرارات حيوية وتنموية لازمة، ويحاول عرقلة مسيرة التقدم بغطاء يلبسه "عنوة" ثوب العادات، وهي براء منه.
وهكذا يفعل من لا يروق لهم الاستثمار في العقول، فقد وضع قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين شعار "اقتصاد المعرفة"، وتنمية الإنسان عنوانا لحقبة زمنية تولى زمامها، لتكون مرحلة علمية تنموية بامتياز، وما مشروع "الابتعاث" إلا جزء منها، استثمر فيه كل بيت في المملكة دون تفريق بين هذا وذاك، وهذه وتلك، فالجميع سواسية، ولهذا استحق هذا البرنامج أن يحمل اسم "ملك".
إن ما دفعني لقول ذلك، هو أخبار أطلع عليها، تنقل ـ دوما ـ بطريقة سلبية، آخرها ما أشيع عن زواج مبتعثة بكندا من غير مسلم، وتبين لاحقا عدم صحة الخبر، إلا أن "المدمي" هو ما صاحب النقل من أكاذيب، وتعميم في غير محله لا تنفع معه حسن نية، ولا سوؤها، ليستغل الحدث "كما هي هواية مروجي الإشاعات" لمحاربة هذا البرنامج "المفخرة"، فهل من وقفة عقل ومنطق لهؤلاء؟!