تغنى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بمشوار المنتخب السعودي الأول في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا المقبلة، مؤكداً أن الانتصارات الكبيرة التي حققها ستعيد الهيبة للكرة السعودية.

وقال "فيفا" في تقرير خاص ومطول نشره أمس في موقعه "تعد السعودية تاريخيا من أكثر المنتخبات الآسيوية تحقيقاً للنجاحات، لكن في بعض الأحيان كان المنتخب غير مستقر المستوى.. وقد أظهر تناقضاً كبيراً في النتائج على مدى السنتين الأخيرتين، حيث خرج بإشراف الهولندي فرانك رايكارد من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 في فبراير 2012، وهي المرة الأولى التي يعاني فيها من الخروج المبكر".

وبعد سنتين تقريباً، بدا المنتخب مختلفاً بإشراف مدربه الإسباني خوان لوبيز كارو ونجح في حجز بطاقته إلى كأس آسيا قبل جولتين من انتهاء التصفيات.

وكانت التصفيات فرصة لكارو ومنتخبه لاستعادة الهيبة، فبعد قيادته فريقه للفوز على العراق 2-1 خلال الشهر الحالي، أشاد لوبيز بشخصية المنتخب، وقال "قدم جميع اللاعبين عروضاً رائعة وخاضوا المباريات بروح عالية".

وتابع التقرير "تعد السعودية التي قدَمت للعالم سعيد العويران وسامي الجابر وغيرهما من النجوم، دولة قادرة على تطوير مواهبها الغنية، لكن مشكلة كرتها كانت دائماً نفسية، حيث فشل "الأخضر" في بعض الأحيان في تحقيق النتائج المرجوة منه في المناسبات الكبيرة.

وكان كارو ذكياً لدرجة عمله على الناحية النفسية منذ تسلمه منصبه، مركزاً على تحمل لاعبيه المسؤولية، والتحلي بالانضباط والالتزام، وحصد ثمار ذلك خلال المباراة الافتتاحية للتصفيات الآسيوية، حيث نجح المنتخب المتجدد في الفوز على الصين 2-1، وفي الثانية، قلب تخلفه أمام إندونيسيا ليخرج فائزا 2-1.

وبعد أن زرع في لاعبيه شخصية عدم الاستسلام، تطور أداء الأخضر تكتيكياً وذهنياً، وتمكن من تحقيق فوز مزدوج على العراق.

وتحقق النجاح الجديد بفضل وجوه جديدة في صفوف الأخضر، فمع الغياب المتكرر للهداف البارع ياسر القحطاني، تقع مسؤولية تسجيل الأهداف على زميليه ناصر الشمراني ويوسف السالم.

ويبقى مهاجم الشباب نايف هزازي ورقة رابحة.

وزج كارو بدماء جديدة ليعطي دفعاً جديداً، حيث منح الفرصة لـ8 لاعبين تحت الـ23 من أعمارهم، أبرزهم مصطفى البصاص وفهد المولد، كما أبقى على بعض لاعبي الخبرة وعلى رأسهم أسامة الهوساوي الذي يعد قطب خط الدفاع، في حين لا يزال سعود كريري مايسترو خط الوسط.