أكبر بقعة سوداء على ضفاف هذا الحدث.. المتحدثون من داخله على أساس أنهم خبراء، وأدرى منا بحكم متابعتهم وتواريخهم المجيدة طوال "25 عاما من متابعة القمم العربية" وعلى أسلوب جلدهم لمخرجات كل قمة.. لو قدمت لهم الكراسي للجلوس عليها بدلا من الرؤساء "الحكماء تحديدا" وهنا لا أتحدث عن فئات من القادة العرب تغرد خارج السرب أو تتخذ موقف المنافق متعدد الوجوه..
هل سيقدمون ما "لن ولم" يستطع قادتنا المتخرجون من بيوت الخبرات السياسية العريقة الحكيمة على خبراتهم وصبرهم أن يقدموه، لم يحصل جيلي على عام واحد من "المصداقية" ورسم صورة موضوعية أمامنا.. لو أننا نعتمد على ذواتنا ونطور أدوات الرصد والتحليل والاستنباط لما عرفنا أي ضياع سيواجهنا من طرح تيارات لا ترحم متفانية في التضليل رغم كونهم أول الموجودين على موائد القمة وهم أكثر من ينشر السوداوية والقتامة..!
صرفت ثروات لتفكيك دولنا وجنب الله دول الخليج العربي خطر تنظيمات إرهابية وحربا شعواء صمدت وقدمت رسائل حزم ودعمت دولا تتصدع.. مع رفض تهويد القدس ودولنا تتحرك وفق المستطاع.. لماذا محاولة إظهارنا باستمرار على غير صورتنا كعرب رغم وضوح التعقيدات والتحديات.. لو كان الخطاب إيجابيا، ونخبنا قيادية قادرة على صياغة رأي عقلاني حتى في نقدها ولومها، لكان للمحلل والمعلق المتحلي بحد أدنى من المنطق دور مجدٍ.. ببحثنا عن النخبة الواعية الموضوعية في طرحها لا نجد العدد يتخطى أصابع اليد وسط عشرات المحتشدين والمتابعين للقمم.. لماذا يذهبون ويراقبون ويكتبون عن حدث ليس منه جدوى..!
مفارقة وانعدام مصداقية استمرارهم في اجترار أنه لا فائدة من القمة وأفضلهم وأكثرهم تفاؤلا يقول يكفينا "أنها عقدت..هذا الإنجاز" ألا يعني كل إعلان وبيان ختامي أنه سيذهب إلى اللجان المسؤولة عنه لترجمته.. ومن يتقاعس هو المسؤول.. عندما يؤكد الإعلان الختامي لقمة الكويت 25 "التضامن مع الشعب السوري وحقوقه والدعم الثابت للائتلاف السوري بوصفه ممثلاً للشعب ليختفي المجرم بصورة ممتدة ومؤكدة رغم تفاصيل المقعد الشاغر التي أترفع عن تناولها.. مع التعهد بالعمل على إنهاء الخلافات العربية والأهم إدانة القادة العرب المجازر وجرائم القتل التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب الأعزل في رسالة مهمة وواضحة لإيران تحديدا، التي تمول الإرهاب وترعى تنظيماته ألا يعدّ ذلك التقاء المشتركات بما يمكن تقديمه وهو متاح وبمتناول اليد"..
القمة لا تتحمل مسؤولية تفكيك العرب لأوطانهم تحت لافتة "الربيع العربي" ولا تنازع الفصائل الفلسطينية وأطماع إسرائيل وتهويد القدس.. ودعم قطر لفضائية تؤجج الفتن.. لكنها بالتأكيد تقدم موقفا موحدا يدين من يشذون عنه ويخرجون لمحاربته والتآمر على إمكانات تطبيق قراراته..!