أكد مختصون في الصناعة أن شركة أرامكو السعودية تتعامل مع تخصيص الغاز في الوقت الراهن بطرق مهنية أكثر تقنينا وأشاروا إلى أن العصر الذي كان فيه الحصول على الغاز قد ولى وبينوا أن مرفق معالج الغاز الجديد التابع لشركة أرامكو ضمن مشروع تطوير حقل غاز كران البحري ستكون له نتائج إيجابية وكبيرة كغيره من المرافق الأخرى للغاز في دعم طاقة أرامكو من الغاز والتي تخصص من قبل أرامكو للمشروعات الصناعية الإيجابية.

ورغم تذمر بعض المستثمرين من عدم الحصول على الغاز مما يعرقل استثماراتهم إلا أن المختصين والمهتمين بشأن الغاز يؤكدون أن سياسة أرامكو السعودية احترافية ومدروسة بما يخدم مصلحة الاقتصاد الوطني، وأكد المختصون أن مرفق كران سيكون له دور في دعم شبكة أرامكو من الغاز وسيساهم في إحياء بعض المشروعات المتعثرة بسبب عدم توفر الغاز لها كما سيدعم توجه المملكة نحو تنوع مصادر الدخل والتكامل الصناعي في القطاعات المختلفة.

ووفقا للمهندس مزيد الخالدي رئيس شركة بتروكيماوية بالجبيل ورئيس مكتب الهيئة السعودية للمهندسين بالجبيل تكمن أهمية الغاز كونه الأرخص إنتاجا وسعرا على مستوى العالم، وكل من يحصل على كمية مخصصة من الغاز يكون قد حقق إنجازا كبيرا وربحية كبيرة في مصانعه وخاصة المصانع التي تستخدمه كلقيم لإنتاج مواد على سبيل المثال الميثانول أو الأسمدة، ولنا في شركة سابك خير مثال.

وأكد أن العصر الذي كان فيه الحصول على مخصصات الغاز سهلا ويسيرا قد ذهب وأصبح التخصيص أكثر تقنينا وواقعية حيث بدأت وزارة البترول بانتهاج سياسة حكيمة لاستخدام هذا الغاز كوسيلة مشجعة للقيام بمختلف الصناعات التحويلية والمتخصصة، وقد نتج عن هذه الاستراتيجيه الإعلان عن كثير من المصانع الجديدة المتخصصة التي لم نسمع عنها من قبل عن طريق شركات مثل سابك أو أرامكو أو شركات القطاع الخاص.

ووأضح أن إضافة كميات جديدة وكبيرة من الغاز سوف تسهم في دفع عجلة النمو وتساهم في خلق صناعات جديدة أكثر تركيزا على العمالة المدربة حيث إن الدولة بحاجة إلى خلق وظائف جديدة وكثيرة للأعداد الكبيرة من المؤهلين الشباب الذين أكملوا دراساتهم أو المتخرجين من الكليات المختلفة. لذلك أرى أن هذه الإضافة وما سيتبعها من إضافات سوف تساهم بشكل كبير في خلق فرص جديدة ووظائف جديدة والدولة بحاجتها وتساهم بالحد من البطالة. ولكني مازلت أعتقد أنه يجب على المتخصصين العمل على تشجيع نقل التقنية ووضع سياسات وقوانين تسرع من هذه العملية ليتمكن القطاع الخاص من القيام بمسؤولياته وقيام صناعات ثانوية وتحويلية منافسة عالميا تستطيع الصمود في وجه المنافسة الحادة من الدول الآسيوية أو الأوروبية أو الأميركية... يتم ذلك عن طريق إطلاق برامج توفر نقل هذه التقنية وتوفر الاستشارات اللازمة لقيام هذه الصناعات والتي عادة ما تكون مكلفة جدا، وقد تكون السبب في الإحجام عن القيام بمثل هذه المخاطرة، ولنا خير مثال قيام صناعات الصين وكوريا وماليزيا وغيرها.

وفي هذا الصدد يقول فهد الذكير صناعي رئيس شركة متقاعد يمثل هذا المشروع الجديد إضافة نوعية إلى شبكة الغاز الرئيسية في أرامكو السعودية بوصفه أول حقل منتج للغاز غير المرافق في المياه الإقليمية السعودية في الخليج العربي كما يمثل المشروع تأكيداً لدور أرامكو السعودية الريادي باعتبارها موردًا موثوقًا للطاقة لتلبية احتياجات المملكة والعالم منها، وقال نجد أن بعض المشروعات تتعثر وتبقى حبيسة الأدراج لعدم تزويدها بالغاز نظرا لكثرة الطلب على الغاز من المشروعات ونتيجة لسياسة إيجابية لشركة أرامكو التي تغذي بالغاز الشركات التي تضيف قيمة للاقتصاد الوطني وليس كل من يطلب الغاز يوفر له، وهذا بدون شك يحسب لأرامكو ويبين احترافيتها في توزيع الغاز وتزويد المشروعات ذات الجدوى العالية وإن نجاح أرامكو في تشغيل هذا المرفق سيعطي مرونة أكثر لعدد من المشروعات التي تتوافق مع مطالب شركة أرامكو لتوزيع الغاز مثل صناعات البتروكيماويات خاصة أن المملكه عازمة على تعزيز صناعاتها بالتكامل وكذلك تنوع مصادر الدخل ورفع إنتاجها العالمي من البتروكمياويات.

ويشار إلى أن شركة أرامكو السعودية نجحت أخيرا في تشغيل مرافق معالجة الغاز الجديدة التابعة لها في الخرسانية ضمن مشروع تطوير حقل غاز كران البحري قبل الموعد المقرر لتشغيلها بأسابيع.