يستبدل الأشقاء الكويتيون نطق حرف القاف بـ"الغين"، وقد تكون "كلمة حق سبقت" عندما نطق أحد المراسلين أمس لفظة "القمة العربية" التي عقدت هناك في اليومين الماضيين بـ"الغمة العربية" قبل أن يستدرك حرفه ويقوم بتعديله!
لم يذهب ذلك المراسل بعيدا عندما أشار إلى القمة بـ"الغمة"، فما يخيم على وطننا العربي ليس إلا غمامة كبرى لا أحد يعلم متى تنجلي إلا الله.
وحتى لا يموت كمدا، ثأر المواطن العربي من إحباطه بالنكتة، فحول القمم العربية إلى فرصة للتندر. بل إن بعض القادة كان ملهما لذلك، كما كان يفعل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي من خلال "قفشاته" التي كان يطلقها على الهواء مباشرة. وما زلت أذكر سيل النكات التي قيلت عندما وصف مسؤول عربي أحد القمم بأنها "قمة تعارف" بعد التغيير الكبير في خارطة القادة نتيجة الربيع العربي!.
تقول النكتة العربية إن الدعاء الاستفتاحي للقمم العربية يقول معبرا عن حال بعض الأنظمة: اللهم ثبتنا على كراسينا، وبارك لنا فيها، ولا تجعل راحة شعوبنا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى الانقلاب مصيرنا، واجعل اللهم القصر الرئاسي هو دارنا ومستقرنا. اللهم إنا نعوذ بك من كرسي يُخلع، ومن خطاب لا يُسمع، ومن مواطن لا يُخدع!
تسعى دول العالم للاندماج في اتحادات إقليمية سياسية واقتصادية من أجل رفاهية شعوبها، وإن خلت بعض تلك التكتلات من روابط الدين واللغة والدم كما في أوروبا وشرق آسيا. بينما لم تنجح كل هذه الروابط مجتمعة في تلبية القمم العربية لتطلعات وحاجات شعوبها. فلم تبحث بجدية أزمات حقيقية كالفقر والبطالة والمستوى المعيشي المتردي الذي كان أحد نواتجه هجرة العقول العربية إلى الغرب!.
أستطيع كمواطن عربي أن أقرأ طالع البيان الختامي لأي قمة عربية قبل صدوره، كونه نسخة مكررة من سابقاته. هو خليط من الشجب والإدانة يتبعهما تأكيد لأهمية الوحدة العربية. الجديد بعد كل قمة زيادة حجم الخلافات بين العرب!.
البيانات الختامية الصادرة عن كل قمة عربية ليست إلا شواهد للتاريخ.. فاكتبوا ما شئتم!.