وضع رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع الآداب والفنون تحت مجهر رؤيته معتبراً أنها الأقدر على تقديم المشترك الإنساني ، وذلك في محاضرته التي ألقاها أول من أمس في العاصمة النمساوية فيينا في إطار مشاركته ضمن وفد المملكة الرسمي بمعرض الكتاب في فيينا.

ورقة آل مريع "لاميات الأمم" ركزت على إبراز مظاهر الالتقاء الحضاري بين الأمم في الثقافة العربية، من خلال ظاهرة قصائد الأمم التي عرفها الأدب العربي، ومنها شعر ينظمه شاعر ينسب لأمته، وذكر آل مريع: العجيب أن هذه النصوص اجتمعت وشتان ما بين قائليها زمانًا ومكانًا، لكنها وجدت سمواً في العلاقة بين الأمم من خلال العلاقة بين نصوص تنتمي إليها، هي كثقافة تمنح الآخر الحضور والتجسد والتحقق من الداخل ولذلك فهم من سمى هذه القصائد وبخاصة في تجسدها الأول من خلال نصي: لامية العرب ولامية العجم كتجسد أول للظاهرة، وهذه القصائد في الأدب العربي: "لامية العرب" للشنفرى، و"لامية العجم" للطغرائي وهو الحسن الأصبهاني، و"لامية الهند - الهنود" لعبد المقتدر الكندي الدهلوي، لها مخطوط في مكتبة الحرم المكي للشيخ عبدالحي الحسني الهندي في كتاب (بهجة الخواطر) ولكنها لم تسلم من التصحيفات والأخطاء، و"لامية الترك – الأتراك" لعبد اللطيف الناصري الساقي، ولها مخطوط موجود، ولامية الروم لمحمد بن الحنفي الحلبي، ولها شرح مخطوط موجود، وأضاف آل مريع أنه وقف في كتاب ريحانة الألباب وزهرة الحياة الدنيا على اسم شاعر غير محظوظ فيما يبدو ونسب له قصيدة أخرى سمّاها "لامية الروم"، وهناك لامية الممالك لابن خلدون وغيرها، لافتا إلى أن جميع اللاميات تشترك في تقديم حكم عامة تعود فيها إلى ما تحمله من مُثل وقيم مشتركة، وهذه القيم جعلت الثقافة العربية تهتم بها وأهل صناعتي الشعر والنثر يقدمونها لتكون بهذا الاسم منسوبة لأمم وتكثر من حولها الشروح والحواشي، وختم بأن "جميع اللاميات" تقدم نموذجا للتعايش مع الواقع في ظل قيم إنسانية رفيعة والقيم هي القاعدة التي تلتقي عليها جميع الحضارات والثقافات التي تضيف إلى إنسانية الإنسان وتجعله منجذبا إلى ما هو أعلى من ماديته وبيلوجيته.