في الوقت الذي اختفى فيه العديد من العمالة المخالفة والمجهولة بعد حملات التصحيح، وتراجع الأعداد التي كانت تملأ الطرقات، إلا أن المتسوّلين لا يزالون يمارسون تسوّلهم أمام الإشارات الضوئيّة دون الاكتراث بعمليات التصحيح التي طالت المخالفين قبل أسابيع.
ورصدت "الوطن" عددا من المتسوّلين من الجنسين ومن مختلف الأعمار أمام عدد من الإشارات الضوئية بالعاصمة، منها تقاطع طريقي "الملك عبدالله" و"العروبة" مع طريق الملك فهد، وتقاطعات على طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز "مخرج 9" شرق الرياض، وتبين أثناء الحديث مع بعضهم أن غالبيتهم وافدون من دولة حدوديّة مجاورة، وبدا على بعضهم الارتباك أثناء تصويرهم، وحاولوا التخفّي عن الكاميرا خلف الأشجار وأعمدة الكهرباء، فيما لم يكترث آخرون وواصلوا تسوّلهم.
ولجأ بعض المتسولين إلى أطراف الأرصفة، وتجنب المرور بين السيارات كثيراً لممارسة مهنتهم بشيء من الحذر، وحين يشاهدون سيارات أمنيّة يتنادون فيما بينهم بكلمات وأصوات يبدو أنهم متفقون عليها مسبقاً، فينسحبون من المكان في لحظات.
وخلال توقف "الوطن" أمام إحدى الإشارات أقبل أحدهم، وهو ينشد بعض كلمات المديح الممزوجة بالدعاء لمن يساعده، وخلال الحديث معه قال إن اسمه أحمد علي، ويمارس التسوّل منذ سنوات، لكنه اصطدم بحملات تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، ويتوقّع أن يتم القبض عليه في أي لحظة ويتم ترحيله، ولذلك يحاول الحصول على أكبر قدر من المال قبل أن تطاله حملات التصحيح.
ولفت إلى أنه يرقب المكان جيداً قبل البدء في التسوّل، ويحاول المرور في أماكن آمنة تتيح له الهرب في حال تمت مداهمته، معترفاً أن نشاط التسوّل تراجع كثيراً عن السابق بعد أن تم تضييق الخناق على المتسوّلين، إضافة لتراجع رغبة السائقين في التصدّق عليهم.
وأشار المواطن طلال الحربي إلى أنه يستغرب وجود المتسوّلين هذه الأيام التي تنفذ فيها عمليات تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، مبيناً أن غالبية المتسولين من إحدى دول الجوار، ويأتون عن طريق التسلّل والتهريب، ويفترض أن يقبض عليهم أثناء تسوّلهم للقضاء على هذه الظاهرة المزعجة للسكان، عطفاً على أنه سلوك غير حضاري ويعكس صورة سلبية عن الوطن.
وبيّن الحربي أنه يلاحظ أيضاً سيدات يفترشن الأرصفة على جنبات الشوارع الرئيسة طلباً للمال، وقد تكون من بينهن محتاجات حقيقة للمساعدة، وهو دور يجب أن تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيريّة لتفقّد أحوال المحتاجين.