ليس بالأمر المفصلي للبعض، ولكنه كذلك للكثيرين، فعدم منح الائتلاف السوري مقعد سورية في القمة العربية، أفقد الجهود الرامية لإسقاط النظام الجائر. هناك الكثير من الدعم العربي، وهو الأمر المستغرب، خاصة وأن بعض الدول كانت قد أتت قياداتها الحالية بعد عملية ثورة أو تغيير للحكم بطريقة الربيع العربي.
أثناء حضوري لفعاليات القمة العربية التي عقدت في الكويت خلال اليومين الماضيين، كانت التساؤلات بين الإعلاميين تدور حول السبب الذي يدعو العرب لهضم حق الائتلاف في تمثيل الشعب السوري، خاصة وأنهم كانوا في الماضي قد منحوه هذا الحق، واستخدموا كل وسائل الدعم المعنوي واللفظي في تأكيد وقوف دولهم بجانب الشعب العربي السوري، ومطالباته المشروعة في الحرية والحياة الكريمة، في ظل نظام يحترم حقوق الإنسان.
ورغم أني كنت من المتأملين في أن تكون هذه القمة المناسبة التي من خلالها تعود المياه لمجاريها بين السعودية والإمارات والبحرين، من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، إلا أن تأجيل هذا الأمر لما بعد القمة، ترك في حلقي شيئا من الغصة لم تداوها إلا بعض التحليلات والآراء التي راجت في أروقة الاجتماع، التي توحي بأن هناك خارطة طريق لمصالحة ربما بدأت مساعيها في الاجتماع خلف الأبواب الموصدة.
غياب هدف المصالحة الخليجية، أعاد إلى الواجهة بالنسبة لي كخليجي المشهد السوري، الذي تجلى بصوت رئيس الائتلاف أحمد الجربا، الذي كانت كلمته أمام القادة أقرب لطلب نجدة ممن يغرق، وهو مدرك بأن المنقذ أو المنقذين لا يملكون بالضرورة أطواق النجاة المنشودة، فدعاهم للنفير لا إلى الحرب، ولخص مطالبه في الضغط على المجتمع الدولي، لإيجاد حل ينقذ شعبه من الهلاك المحتمل، وتكثيف الدعم العربي في الجوانب الإنسانية، وحث الدول التي تحتضن اللاجئين السوريين على الاهتمام بهم، خاصة الأردن والعراق.
طلب الاستغاثة السوري، لم يكن يلامس الفكر السياسي ومنطق القوة، بل الجانب الإنساني ومنطق الرحمة، فحل القضية السورية لم يعد بيد العرب، والمتأملون في أن يكون هناك مخرج لهذه الأزمة من تحت قبة الاجتماعات العربية، ما هو إلا إنسان يعيش الوهم، فهل يبقى القادة مجرد مشتغلين في لعبة السياسية ولا يحققون شيئا، أم يتحولوا كقوم متحدين في سابقة هي الأولى لإنقاذ شعب عربي يموت بعيدا عن حسابات التوازنات والخلافات والمواقف السياسية المسبقة.