لطالما قلت إن هناك أطفالا يحلمون بالتقنية الموجودة في أيدي أطفالكم، لكنهم غير قادرين على شرائها.. لا تظنوا أن أبناءكم وحدهم هم الذين يعشقونها.. الأيتام يشاهدون التقنية ويحلمون باقتنائها والاستفادة منها.. هناك ألف يتيم ويتيم يذرف دمعته لأنه محروم من هذا الجهاز الموجود في يد ابنك الصغير..

هناك ألف يتيمة ويتيمة تتآكل حزناً؛ لأنها ترى في يد ابنتك هاتفاً ذكياً، لا تستطيع هي أن تحصل عليه؛ لأنها استيقظت ذات يوم واكتشفت أن الأب الحنون الذي كانت تعانقه وتتعلق برقبته، مات وتركها لليتم والحرمان.. تركها للحسرة والحاجة ومذلة السؤال..

- قرأت هنا أن الأميرة "عبير بنت عبدالله بن عبد العزيز"، بعثت بشاحنتين محملتين بالهدايا لأكثر من 800 يتيم في منطقة نجران.. من باب الموضوعية أن نقول إننا أمام عمل خيري نوعي.. أمام بادرة نادرة.. تأملت صورة الهدايا.. كمن يبحث عن شيء ما.. عثرت في ثنايا الخبر على ضالتي.. شملت الهدايا المقدمة للأيتام عدداً من أجهزة الآيباد..

الأميرة سبق لها زيارة هؤلاء الأيتام.. الزيارة تزرع المحبة.. وحينما تحمل بيدك هدية فأنت تسقي هذه المحبة.. الهدية تعبير عن اهتمامنا بالآخرين.. هذا السلوك التفاعلي والفعل المحمود الذي قامت به الأميرة يتعهد المحبة في النفس البشرية.. هؤلاء الأيتام بشر.. لهم مشاعر.. لهم أحاسيس.. لهم حاجات.. لهم أحلام صغيرة، لا يستطيعون تحقيقها؛ لأنهم فقدوا الأب الذي يدخل عليهم البيت محملاً بالهدايا.. هم أولى بأن نزرع محبتنا في قلوبهم، ونكسب أجرهم.. ليس أجمل من هدية تحملها لطفل يتيم.. هل تتخيلون شكل الفرحة على وجوه هؤلاء الأيتام.. شعور لا يوصف.. أي فرحةٍ هذه التي غمرتهم بها هذه الإنسانة الطيبة؟

- شكراً للأميرة عبير، و"كثّر الله خيرك".