الحمدلله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
فقد اجتمع القادة العرب في قمتهم الخامسة والعشرين في الكويت، حيث تم استعراض جدول الأعمال ونتائج اجتماعات وزراء الخارجية وقد خلصنا إلى القرارات التالية:
- لا تزال إسرائيل تشكل عدونا الأول كما لا تزال فلسطين أرضنا المحتلة، وهي "حقتنا" بحسب كل القرارات الأممية التي ينقضها الفيتو رغم كل الخذلان الذي تجده القضية من أبنائها القادة من عهد عبدالناصر إلى كل زعيم قاصر، ثم أنها مرة أخرى "حقتنا" رغم كل التسويف الإسرائيلي وخرق المواثيق، كما لا تزال إسرائيل عدونا الذي ليس بيننا وبينه أي علاقات رغم كل ما يتم في الخفاء وكل المصافحات العربية الإسرائيلية التي تتم خارج العالم العربي، أو ما يتم من مثل ذلك ولكن تحت الطاولات، ونود أن نحيط شعوبنا العربية أننا لم نرم إسرائيل في البحر كما وعدنا في إحدى الخطب الحماسية قبل أكثر من أربعة عقود، وسبب ذلك كله هو أننا أدركنا أننا – لو فعلنا - فإننا سنسهم في تلويث بحرنا سواء الأبيض أو الأحمر، وعليه فإنه وانطلاقاً من ضرورة حماية البيئة البحرية فقد تم صرف النظر عن هذا الوعد الأزلي – أرجو من المصحح ألا يغلط ويكتب العسلي –.
- يعبر القادة العرب أيضاً عن رفضهم التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، وكذلك فإنهم ينددون بالمساعي الفارسية الحثيثة لتصدير ثورتهم وزرع الطائفية في الخواصر العربية كما يؤكدون على أن الجزر الثلاث "أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى" هي جزر إماراتية خليجية عربية، ويؤكدون على ضرورة إعادتها إلى نسيجها العربي بالطيب أو بالبخور، كما يؤكدون على ضرورة أن تبقى المنطقة خالية من أي سلاح بعيد "الصدى"، وتؤكد القمة على أن كل "قطر" يجب أن يمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية للأقطار العربية الأخرى، وترى القمة العربية أن المباراة المستمرة في سورية منذ ثلاث أعوام لن تحسم إلا بركلات الترجيح لكن حكم الساحة العالمية يرى أن الوقت في سورية لا يزال مبكراً لحسم النتيجة لصالح النظام أو المعارضة.
- تستغرب القمة العربية هذه العزيمة الروسية التي كأنها قد تمثلت قول الشاعر: إنما العاجز من لا يستبد، وذلك من خلال ضمها لإقليم القرم، والقرم في العربية الفصحى صفة للرجل الشجاع وقد تماهت القرم مع شجاعة بوتين وعزمه وجزمه بما يعني أن بوتين لم يضع حساباً للارتعاش والتردد الأميركي، الذي تعيشه الولايات المتحدة الأميركية في عهد رئيسها أوباما.
- تحتفل هذه القمة بوجوه رئاسية عربية جديدة ونتذكر في هذا الإطار المثل الدارج "هذا العجز من ذاك الجسد"، وتؤكد على أنها حتى الآن عاجزة عن إدارة شؤون بلادها الداخلية، وبالتالي فهي أعجز عن المشاركة في ترتيب البيت العربي الذي يعيش وضعاً غير مسبوق من حيث الفرقة والانقسامات والاستقطابات وتعدد الولاءات للخارج.
- ستلاحظون أيها المواطنون العرب أن هذه القمة ونتائجها هي اجترار سنوي متكرر، وألاّ جديد في هذا البيان الختامي، وستدرك أخيراً أنك لم تكن أيها العربي الأبي – حقيقة - في حاجة لقراءة هذا البيان أو انتظار جديد فيه لكأنك عدت لقراءة أي بيان ختامي لأي قمة عربية سابقة خلال الخمسين عاماً الماضية.