من النجاح.. أن تتعلم من أخطاء غيرك، قبل أن يتعلم غيرك من أخطائك، لا أن تركن إلى "وما حيل المضطر...".
أظن الدفاع المدني بمنطقة حائل تعلم الكثير من عجز الدفاع المدني بمنطقة تبوك في عمليات الإنقاذ من الآبار، في ظل استمرار الجهات المعنية بتجاهل الآبار المهجورة، وحقاً لا أعلم من هي الجهات المعنية في الآبار؛ لأن قضيتها ضاعت بين عدة جهات..!
وهنا.. يستحق الدفاع المدني بحائل التكريم إن كان حقاً استعان بـ"حفار آبار" من "أفغاني"، لإنقاذ طفل في الـ13 من عمره، بعدما سقط في بئر مهجورة؛ لأنه بهذا التصرف اختصر الوقت والجهد بالاستعانة بمن يستطيع إنجاز العملية بدل "التخبيص" لعدة أيام دون فائدة كما حدث في قصة سقوط الطفلة لمى الروقي في بئر مهجورة في تبوك.. وهنا أيضاً يستحق الناطق الإعلامي للدفاع المدني بحائل لفت النظر إن كان حقاً الأفغاني ساعد في إنقاذ الطفل؛ لأنه أخفى ذلك في تصريحه الصحفي، وكأن أفراد الدفاع المدني هم وحدهم من أنقذ الطفل..!
لا أحب أن يتدخل أحد في عمل أحد متخصص وقادر على إنجاز المهمة.. ولا أحب "الفلسفة الزائدة" التي ينتهجها بعض المسؤولين بأن هذا عمله ويرفض المساعدات أو التدخلات أو حتى الآراء، وفي النهاية ينكشف أنه وفرقته غير قادرين على أداء عملهم بإتقان أو حتى على الأقل دون الإضرار بأحد..!
.. وأما إن نفى الدفاع المدني بحائل حكاية الاستعانة بـ"أفغاني" لإخراج الطفل من البئر كما ظهر في "فيديو"؛ فيستحق أن يوزع أفراده على بقية المناطق لتدريبهم على الإنقاذ من الآبار.. تحسباً لسقوط أطفالنا في الآبار المهملة؛ لينقذوهم بمهاراتهم.
وإن اعترفوا فربما نطالب مستقبلاً بتوظيف بعض أشقائنا الأفغان في الدفاع المدني، حتى تتطور آليات الإنقاذ في الدفاع المدني الذي لا يزال جل تفكيره بأن عمله هو "إخماد الحرائق".. ولا يصلح له من الأسماء إلا "الإخماد المدني"..!
(بين قوسين)
بعد حادثة لمى الروقي، ماذا تغير في طرق وتدريبات الإنقاذ عند أفراد الدفاع المدني..؟ جواب هذا السؤال هو الحكم على مدى استفادتنا من دروس الفشل..!