كل من أراد أن يخرج من مسؤولية إخفاق أو تقصير في الكرة السعودية، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، وجد باب اللاعبين الأسرع للهروب باتهامهم بعدم الاحترافية وعدم الانضباطية.

وهذا ما يجعلني أتساءل: هل اللاعبون هم من وضعوا نظام الاحتراف في الكرة السعودية ونظام الأندية في التعامل مع الاحتراف وبنوده والحرص على تطبيقه؟

هل هم من رفع قيمة العقود وطريقة صياغتها؟ وهل فعلا يعيشون في الأندية أو في حياتهم الخاصة في بيئة احترافية كما عاشها اللاعبون في كوريا واليابان، حيث البيئة الاحترافية التي أثرت سريعا في البيئة الرياضية، حيث تعمل الشعوب هناك بدقة وتوقيت وتطوير وبحث دائم للمضي قدما والوصول إلى أعلى المستويات في جميع المجالات.

هل اللاعبون هم الذين اختاروا أن يبدؤوا مزاولة كرة القدم في سن متأخرة، فيما المفترض أن يبدؤوها في سن السادسة حتى الثامنة تحت أيدي مختصين في الانتقاء العلمي والاختبارات ذات المستوى العالي والتدرج بدنيا ومهاريا وخططيا ونفسيا في منشآت أكاديمية حقيقية تغرس بهم قواعد الحياة الاحترافية حتى يصلوا إلى الفريق الأول لاعبين معدين فعلا للحياة الاحترافية.

ما زالت أغلب الأندية تعمل بالأنظمة القديمة في الانتقاء والتدريب والتخطيط، وهي الأنظمة التي تخلت عنها البلدان المتقدمة في كرة القدم لعدم جدواها في هذه المرحلة التي تدخلت فيها التقنيات العالية لإعداد اللاعبين وبنائهم علميا دون إغفال الموهبة.

أغلب أنديتنا تعيش شحا ماديا وفكريا في الصفات السنية تنتج لنا لاعبين محترفين ناقصين ليس لهم ذنب.

لو أخذنا نموذجا للاعبين في سن العاشرة متساوين في كل شيء نتيجة اختبارات تحت أيدي متخصصين، لاعب من السعودية والآخر من إسبانيا، وجعلناهما يتدربان في بلدانهم، فسنجد بعد عشر سنوات أن اللاعب السعودي إذا نجح فإنه لا يتخطى المستوى المحلي، بينما أصبح الإسباني نجما عالميا يشار له بالبنان.. هل السبب هو اللاعبون أم من عمل معهم؟

أجزم أننا نملك عددا من المواهب لو بدؤوا حياتهم الكروية كما هو موجود في الدول المتقدمه لأصبحنا ننافسهم.

سألني أحد المسؤلين في الرياضة في يوم من الأيام متى نصل إلى مستوى العالم المتقدم؟ فكان ردي: إذا عملت كما يعملون.