تبنت القمة الرباعية التي جمعت الرئيس السوداني عمر البشير، والجنوبي سلفا كير ميارديت، والأوغندي يوري موسيفيني، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هايلى مريام ديسالين، إعلاناً لإنهاء النزاع في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وحل أزمة أبيي بين دولتي السودان. وقالت مصادر مطلعة إن الاجتماع الذي عقد في الكويت على هامش أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة، تبنى أيضا دعم جهود الاتحاد الأفريقي لإنهاء النزاع في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وكان رئيسا دولتي السودان قد قالا في بيان عقب اجتماعهما إنهما اتفقا على تشكيل سلطة إدارية مشتركة لمنطقة أبيي، وإنشاء مجلس تشريعي وأجهزة للشرطة بها، والإسراع في تحديد خط الصفر في المنطقة منزوعة السلاح على حدود البلدين وفتح المعابر الحدودية. وأكد الجانبان تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين لمراقبة تصدير النفط، مع وضع آليات لضبط الحدود والمتمردين قبل منتصف شهر نوفمبر المقبل.
في سياق أمني، قصف متمردون سودانيون بقذائف الهاون مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي شهدت بداية القتال ضد الحكومة المركزية قبل عامين، وقال المتحدث باسم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان ارنو لودي في تصريحات صحفية "هذا القصف بمثابة رد على القصف الجوي الذي وقع الأحد الماضي وقتل طفلين. وقد استهدفنا مواقع عسكرية بخمس قذائف". بدوره، قال والي جنوب كردفان آدم الفكي إن القصف أسفر عن مقتل شخصين وجرح 4 آخرين، واتهم المتمردين بقتل المدنيين والأبرياء واستهداف المدارس ومساكن المواطنين.
بدورها، كذبت الحركة الشعبية إعلان الحكومة السودانية بداية مفاوضات المنطقتين خلال أسبوعين، ونفى الأمين العام للحركة، ياسر عرمان، تلقي الحركة أي دعوة من الوساطة، وقال إن الحديث عن اجتماعات في نهاية نوفمبر أو أوائل ديسمبر المقبل هو من بنات أفكار الحكومة السودانية. وأضاف أن لقاءاتهم مع المسؤولين الأوروبيين أكدت لهم أن المجتمع الدولي يرغب في الحل الشامل. من جانبه، وصف رئيس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، محمد بن شمباس، العام الحالي بأنه الأصعب على أهل دارفور لسوء الأحوال الأمنية فيه، بسبب النزاعات القبلية بين المكونات السكانية، إضافة للمواجهات التي حدثت بين الحكومة والحركات المتمردة في دارفور، وقال "الصراعات القبلية بالإقليم خلفت أوضاعاً إنسانية صعبة بزيادة معسكرات جديدة للنازحين". وكانت البعثة قد أعلنت أنها تبذل جهوداً مكثفة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف العدائيات بين قبيلتي السلامات والمسيرية المتصارعتين بولاية وسط دارفور، بجانب إعلان الاستعداد لتسهيل التوصل إلى مصالحة نهائية. وطالب شمباس، الحكومة والحركات المسلحة والقبائل بنبذ الخيار العسكري وتبني نظام الوساطة والحل السلمي للقضايا الخلافية، وأعرب عن قلق المجتمع الدولي تجاه الأحداث الدموية بالسودان.