بينما العالم منشغل بلغز الطائرة الماليزية التي اختفت قبل 16 يوما وكأنها "فص ملح وذاب"، كان لدينا في الداخل لغز لطائرة أخرى، تمثل في عملية نقل متعسرة لطائرة "الجامبو 747" التي خطط لها – إن جازت كلمة تخطيط ـ أن تكون مطعما فوق أحد الجبال المطلة على مدينة أبها!.
لكم أن تتخيلوا "بعض" نتائج العشوائية التي صاحبت عملية النقل: انقطاع للتيار الكهربائي عن 10 قرى، وتوقف حركة المرور في خط سيرها لساعات، وإزالة بعض الأرصفة وأعمدة الإنارة في طريق مرورها، وتدمير لمداخل بعض المدن التي مرت بها، واقتلاع عدد من الأشجار.. هل يكفي هذا؟!
يوم أمس، اتهم نائب رئيس شركة الكهرباء للشؤون العامة أمانة منطقة عسير تكبيدها الشركة خسائر مادية بسبب آلية نقل "الطائرة المطعم"، مؤكدا أن عملية النقل افتقدت أدنى درجات التخطيط، إلى جانب عدم التنسيق مع الشركة مسبقا لتفادي حدوث أي مشاكل!
هل يعقل أن يتم نقل طائرة بهذا الحجم برا ومرورا بالعديد من المدن دون تخطيط أو تنسيق مسبق مع الجهات الأخرى. كان يمكن تلافي معظم الخسائر التي رافقت نقل "الطائرة المطعم" لو تم الإعداد لعملية النقل بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والتشاور مع ذوي الخبرة، لكن يبدو أن فردية القرار كانت حاضرة!.
يمكن القبول بالقرارات الفردية عندما يتخذها المرء في بيته، فهذا شأنه ولا يحق لأحد منازعته، لكن لا مكان لذلك في الشأن العام، خاصة إذا مست مصالح الآخرين وسببت لهم الضرر!.
أتساءل عن عملية نقل "الطائرة المطعم" التي شاركت بها 95 شاحنة وكلفت 2.5 مليون ريال، ألم يكن من الأسهل والأوفر استنساخها وصناعة هيكل مماثل لها بدلا عن كل هذا العناء وهذه الخسائر؟!
لم يكن نقل "الطائرة المطعم" بأقل غموضا من لغز الطائرة الماليزية المفقودة، ومن حسن حظنا، أن العالم منشغل عن طائرتنا ـ المطعم ـ بالطائرة الماليزية، وإلا أصبحنا أضحوكة، "وكان اللي ما يشتري يتفرج"!