قبل قرابة أسبوع ونصف، كان الشيخ سلمان العودة يتحدث عن تعريف العائلة والخلاف العالمي حول ذلك. استمعت إلى تفاصيل حديثه، وكان المهم فيه هو أنّ أبا معاذ كان يتحدث عن تفاصيل ما زال الغرب يبحث فيها. تعريف العائلة، هل هي الأسرة أم أنها كلّ شخص حتى لو كان من نفس الجنس يسكن مع قرينه تحت سقف واحد يعتبر عائلة، هو حديث معاهد البحوث والدراسات الغربية. ولعل اطلاع الشيخ سلمان وعولمته لبرنامج "حجر الزاوية" هو ما جعله يسرد كل هذه التفاصيل في حلقة التغيير داخل الأسرة. كان حديثاً مفعماً بالحب وعن الحب، ومتعمّقاً في التعريفات الغربية للأسرة باستعراض الواجبات المناطة بكل فرد. كان حديثاً مغايراً عما اعتاد المشاهد سماعه من رجل الدين حين يتحدث عن مفهوم الأسرة وواجباتها، وكأن المرأة منوطة بالطبخ فقط والرجل بتحصيل الرزق، بل كانت تعريفات وشروحات من شأنها تغيير حال كثير من الأسر.

عولمة الدين، هي أقرب مصطلح يمكن أن يُوصف به ما يقوم عليه البرنامج – حجر الزاوية – ومذيعه فهد السعوي بقيادة مايسترو التغيير سلمان العودة. هو وصول إلى قلب المسلم بالطريقة التي يريدها المتعبّد، دون تكلّف أو مشقّة. دون أن يكون هناك تكليف أو تعسير. ومحاولة الشيخ لدمج الآيات والأحاديث ومحاولة إقرانها بمقولات وأبحاث من الغرب، إنما هو تحقيق لما يُعرف بأن الحكمة ضالة المؤمن. ومن هنا كانت الجماهيرية للبرنامج، وكان في نفس الوقت الهجوم العنيف عليه ممن يرفضون التغيير، حتى وصلت الحالة بهم إلى إخراج تسجيلات قديمة للشيخ يناهض فيها بعض القنوات الفضائية ومنها mbc.

كان العودة يستطيع أن يكسب ود جماهير الثورة العاطفية، ولكنّه فضّل تقديم فقه الواقع والأولويات على ما يمكن أن يُقال عنه فقه الكراهية. عرف ماذا يريد الناس، وتعامل معهم بناءً على معطيات العصر الحديث، فكان حجر الزاوية هو الأساس لبناء سور وحصن حصين يقلّص من مسألة سدّ الذرائع، ويمنح المتشائمين الأمل في زاوية تبدأ من حجر وتنتهي بسور عظيم. وضريبة التغيير والتقدم هي الكراهية، وفي مقابلها الحب الكبير لمن ينظرون بأفق أوسع.