تنطلق يوم غد أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين في الكويت، وسط أجواء عربية مشحونة بالكثير من التوترات والخلافات وعدم وضوح أو اتفاق حيال العديد من القضايا العربية الملحة، خصوصا مع ظهور خلافات جديدة في المحيط الخليجي وامتدادات ذلك على مستوى العمل العربي المشترك في وقت كان الخليج إلى حد كبير الضامن الوحيد لمسيرة العمل العربي، الذي يؤمل فيه أنه القادر الأوحد لتوحيد صفوفه من محيطه إلى خليجه.
في تقديري الشخصي، لن تكون المسألة السورية محورا أساسيا لحوارات القادة العرب، خصوصا إذا ما علمنا أن العرب ـ من خلال "الجامعة" في ملف سورية ـ ليس لهم دور حقيقي في التأثير على مسار المفاوضات التي تتسيدها أميركا وروسيا.
العراق سيأتي ليروج فكر قيادته الطائفية، وتوزيع مطويات تدعو للتقارب مع حليفه الفارسي الذي تمكن بذكاء ملاليه من شق الصف العربي وتفتيت الرؤية الأممية تجاه مستقبل المنطقة ومصالح الشعوب واستقرار مكوناتها السياسية، فاتهامات المالكي وجماعته لدول الجوار بكل الأوصاف غير الدبلوماسية، ما هي إلا انعكاس لحقيقة المواقف المعادية لكل ما هو عربي بطبيعته.
دول الربيع العربي ستأتي لتحصل على الدعم المالي والسياسي من الدول الداعمة لتوجهاتها السياسية في المنطقة، فمنها من ستقفز في حضن دعاة تسييس الدين ومنها من ستحاول كسب تعاطف المعتدلين، وما بينها سنجد دول الـ(بيرانا) التي تحاول نهش القليل من هنا وهناك لعلها تظفر بما يسد الرمق ولو إلى حين.
يتبقى الخلاف الخليجي القطري هو ما سيكون ـ في تقديري ـ محور القمة والهدف الأهم الذي ستحاول فيه الدول العربية التي بقيت حية التعامل معه ومحاولة حله، فستظهر دول تدعي التوسط من أجل تثبيت مواقف للتاريخ لعلها تساعدها في دعم مستقبلي، ودول أكثر موثوقية ستعمل على رأب الصدع من منطلقات المصير المشترك والنية الصادقة كدولة الكويت.
سأكون موجودا في أروقة القمة، وكلي أمل في أن نحقق ولو إنجازا بسيطا، وبعيدا عن المثاليات، فأملي الوحيد أن نخرج وقد عادت قطر لحضنها الخليجي بعد أن تكون قد فهمت الرسالة وقررت التوقف عن سياسة التغريد خارج السرب.