من خلال تجربتي التي عشتها في النادي وقبله اتحاد كرة القدم فإن الدعم الذي تقدمة وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني للرياضة السعودية دعم غير محدود، فمعظم لاعبي وإداريي الألعاب المختلفة في الأندية هم من العسكرين الرياضيين والمفرغين في أغلب الأحوال لخدمة الرياضة السعودية.
وتقدم هذه الوزارات الثلاث بنيتها التحتية الرياضية لاستخدامها من قبل الأندية والمنتخبات واللاعبين دون تردد أو تململ، بل وتقدم تسهيلات تمكن الجميع من ممارسة الرياضة واستمرار تفوقها وسط أجواء كرم وسخاء واهتمام بشباب الوطن.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الجامعات السعودية ذات الميزانيات الضخمة لا تقدم التعاون المطلوب إلا في حالات ضرورية ومحدودة وبعد اتصالات ومخاطبات وبشكل فيه من التردد الشيء الكثير، بل إن بعض الجامعات الوطنية السعودية مع الأسف تؤجر، وأكرر تؤجر، للأندية الرياضية السعودية أداء التمارين، إن احتاجت لذلك أو أرغمتها الظروف، والتمرين الواحد يكلف ثلاثة آلاف ريال ويكون الدفع مقدما.
في معظم دول العالم تعد الجامعات المصدر الرئيس للاعبين في معظم الألعاب، يليها الجيش والشرطة والحرس وتكون الجهة أو المرجعية في التنظيم هي وزارة الشباب والرياضة، إن وجدت، أو اللجنة الأولمبية الوطنية.
يجب أن نتفق على أن اللعبة الشعبية في المملكة هي كرة القدم ونتفق أيضاً أن الميداليات في الأولمبياد تكثر وتزداد في ألعاب القوى والسباحة والتايكوندو ورفع الأثقال مع فارق الميزانية في إعداد فريق كرة قدم وعدد محدود من لاعبي الألعاب الفردية التي هي المستقبل.
اليوم لا مجال أمامنا إلا أن يكون العمل الرياضي عملا وطنيا شاملا تتكاتف فيه الجهود وتشترك به عدة وزارات، من خلال برنامج وطني طموح يهدف إلى الوصول في أولمبياد 2024 إلى رياضة سعودية مختلفة ترفع الرأس قبل رفع العلم على السارية الأولمبية وعزف النشيد الوطني.
أقترح على الرئاسة العامة لرعاية الشباب فتح آفاق تعاون واسعة وجدية ومنظمة وعملية مع الجيش والشرطة والحرس والجامعات، وتنسيق آليات التواصل وعقد اجتماعات مع المسؤولين في كل هذه الجهات لتدعم الرياضة من عدة أطراف تسهل وتخفف على ميزانية الرئاسة التي هي في الأصل لا يمكن أن تبني مشروعا وطنيا طموحا يقدم المملكة قبلة المسلمين والدولة البترولية الكبرى وعضو مجموعة العشرين الاقتصادية العالمية بالشكل الذي يخدم مصالحنا والصورة الذهنية عن هذا البلد العظيم.
كما أن هذا الاقتراح يتفرع منه مقترح أصغر من خلال الاجتماع مع الأندية الرياضية الخاصة إذا ما عرفنا أن عددها في الرياض فقط يتجاوز المائتي نادٍ، ويمكن من خلالها صناعة برامج أبطال لألعاب معينة لا تكلف كثيرا من الأموال وتخدم مصالح الأندية الخاصة والأندية الحكومية، وبالتالي خدمة الوطن وتقديم الإنجازات.