رقصت منطقة الجوف على عزف وزارة الصحة، بعدما افتتحت مستشفيين ومركزين طبيين، وتعمل بجد على إنشاء مستشفى ثالث ومدينة طبية ضخمة ومركزين طبيين وعدة مراكز رعاية أولية.. حضرت حفل الافتتاح الذي كان جميلاً، ولم يتجاوزه في الجمال إلا أن ما رأيته في الجوف هو صورة "كربونية"، مما سيكون في كل مدينة ومحافظة قريباً، كما أكد لي وزير الصحة شخصياً.
مدح وزارة الصحة أو الإشادة بمشاريعها أشبه بـ"الانتحار" أمام القارئ والمتابع.. فهي الوزارة الوحيدة التي ينالها نصيب وافر من الكره والنقد؛ لأن "حياة" كل فرد مرتبطة بها وبعملها وأدائها وتقرير مصيره الصحي في ذمتها، فزلة "طبيب" تحسب على الوزارة بأكملها، وخطأ "مستشفى" يجر النقد والانتقاد على أداء الوزارة من رأسها ويسحبها إلى أسفل السافلين في تقييم الأداء.
"جل من لا يخطئ".. ودائماً نردد أن "من لا يخطئ لا يعمل"؛ لكن خطأ وزارة الصحة بـ"عشرة"، وسبق وانتقدنا وزارة الصحة كثيراً كثيراً، وسنظل ننتقد أخطاءها بلا تردد، ليس فقط لأننا لا نجاملها، وليس فقط لأننا صوت المواطن، بل أيضاً؛ لأن وزارة الصحة تمتلك صدراً رحباً يتحمل النقد ويسمع الملاحظات ويتجاوب ويتفاعل، ولأن النقد الإعلامي جزء من "الإصلاح" وجزء من الواجب الوطني، مثله مثل الإشادة والثناء لكل جميل.
جلسنا مع وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة على طاولة صغيرة ازدحمت بالقضايا والمشاكل والنقاش عن الصحة والإعلام والناس، سمع منا "الوزير" واتسع صدره لكثير من كلامنا وقسوة نقدنا ومزيد مطالباتنا وقائمة ملاحظاتنا، ولم يحد نقاشنا بزمن أو خطوط حمراء.. فاستمع مرة ورد مرةً وبرر مرةً وأوضح مرةً وأقنع واقتنع كثيراً.
(بين قوسين)
مع كل ميزانية يظهر لنا أن الدولة تبذل "الكثير" على خدمة المواطن، وتقدم المال الكثير لخدمات الوطن، فانهالت "المشاريع" بغزارة في كل الاتجاهات.. وقد رأيت من وزارة الصحة تنفيذ مشاريع راقية بعد موجة من تعثرات سابقة، وسننتظر بقية المشاريع التي ستشمل كل الأطراف لنصفق لوزارة الصحة إعجاباً.